طبق رجل الاقتصاد البنغلاديشي محمد يونس سياسة المثل الصيني "بدلا من أن تعطيني سمكة علمني كيف اصطاد" وساعد كثيرا من المحتاجين في العالم، عبر تأهيلهم ودعمهم في سوق العمل، وكانت البداية 27 دولارا أخرجها من جيبه لإقراض 48 امرأة يعملن في صناعة الأثاث من نبات الخيزران، هذه القروض المتناهية الصغر انتشلت أسرا عدة من الفقر الذي مرت به بنغلاديش بعد خوضها حرب استقلالها عن باكستان في منتصف السبعينات. استطاع محمد يونس بعدها تأمين القروض ل28 ألف مقترض بحلول عام 1982، كان غالبيتهم من النساء، وكانت هذه القروض متناهية الصغر كفيلة بتأمين العيش الكريم والتعليم لهذه الأسر المنتجة. أنشأ محمد يونس بنكا متكاملا لفقراء بنغلاديش تحت مسمى بنك جرامين (بنك القرية) وحصل على أثره على جائزة نوبل للسلام، وعدد كبير من الجوائز والأوسمة والتقدير، ونجح في انتشال الملايين من الفقر واستنسخت تجربته في عدة دول. إن مفهوم الأعمال الاجتماعية لا يقتصر على توفير القروض المتناهية الصغر، بل يتجاوزه ليساهم في حل المتطلبات التنموية في مجالات التعليم والصحة والغذاء وغيرها، ولا ينطوي على أي خسائر تجارية أو أرباح بقدر ما يهدف الى خدمة وتنمية المجتمع. استطاع محمد يونس إقناع العديد من الشركات الأجنبية، بمفهوم العمل الاجتماعي الذي لا يقوم على الربح، ويعتمد على التعاون مع جهة منتجه قادرة على معالجة أزمة أو الوقاية منها، وذلك باستثمار رأس المال المطلوب للإنتاج ومن ثم استعادته دون أرباح فور التمكن من تغطية التكاليف مثل الشراكة التي أبرمت مع شركة دانون للألبان الفرنسية لإنشاء مصنع للبن الزبادي بثمن زهيد يستطيع الأشد فقرا دفعه للقضاء على سوء التغذية لدى الأطفال. كان هذا المشروع نموذجيا ومتعدد الفوائد، حيث ساعد العديد من العائلات لتحسين دخلهم من خلال شراء الحليب من أصحاب المزارع الصغيرة وتم تصميم خط الإنتاج بحيث يوفر أكبر فرص عمل للعديد من الشبان كذلك أستعين بالسيدات في بيع المنتج لربات المنازل مقابل الحصول على نسبة 10 في المئة من مبيعاتهم، استطاعت جرامين دانون توفير 1600 وظيفة فساهم في تقليل نسبة البطالة. دعاء خالد بن ثابت