لم يلق الاعتذار الإيراني لاقتحام السفارة السعودية في طهران قبولا في الأوساط العربية، بل ظهرت دعوات لإجراء تحقيق ومحاكمة دولية في الحادثة لكي ترتدع، حيث استهجن سياسيون أردنيون الاعتذار الإيراني للمملكة العربية السعودية عن حرق مقرات البعثة الدبلوماسية في طهران ومشهد، مؤكدين أن رسالة طهران لمجلس الأمن والتي تعتذر فيها عن الاعتداء على مقار البعثة الدبلوماسية السعودية تأتي لذر الرماد في العيون. وثمن كل من النائب خليل عطية والمحلل السياسي منير حمارنة وأستاذ العلوم السياسية فيصل رافع موقف المملكة العربية السعودية برفض هذا الاعتذار معتبرين أن على طهران أن تدفع ثمن الأخطاء التي ارتكبتها. وقال النائب الأردني خليل عطية إن الحشود الإيرانية التي تحركت لحرق مقر القنصلية السعودية في مشهد وحرق مقر السفارة في طهران حركها الحرس الثوري الإيراني، لافتين إلى أن السياسة الإيرانية تعتمد أسلوب الضرب ثم الاعتذار ظنا منها أن هذه الخدع ستنطلي على المجتمع الدولي. من جهته أكد المحلل السياسي منير حمارنة أن تعهدات إيران في رسالتها إلى مجلس الأمن بعدم تكرار الاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية لا قيمة لها، فالتاريخ يؤكد أن كل اعتداء على مقر بعثة دبلوماسية لدولة أخرى داخل إيران يتم الاعتذار عنه مع التأكيد على عدم تكراره وهذا يندرج ضمن سياسة الكذب والخداع الإيرانية. وقال إن المجتمع الدولي مطالب بأكلمه بإدانة الاعتداءات الإيرانية التي تعرضت لها السفارة السعودية وقنصليتها في إيران، لأن هذا الاعتداء انتهاك خطير للمواثيق والأعراف الدولية، إضافة لانتهاكاتها للعلاقات بين الدول وتدخلاتها السافرة في شؤون الدول الداخلية. وطالب أستاذ العلوم السياسية فيصل رافع مجلس الأمن برفض الاعتذار الإيراني وإلزامها بعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى ومحاسبتها على خرقها للأعراف والمواثيق الدولية، لافتين إلى أن الإدانة الدولية لإيران لا تكفي لأنها تمارس سياسة البلطجة وإثارة الفتن الطائفية وتهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، داعيا المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق ومحاكمة دولية بشأن حرق مقار البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران.