تواصلت ردود الفعل العالمية والتفاعل العربي مع الإجراءات التي اتخذتها المملكة ضد إيران فقد قررت دولة الامارات العربية المتحدة تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالاعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة. وقالت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان لها أمس انه تم استدعاء سفير الدولة في طهران، مبينة ان هذه الخطوة الاستثنائية تم اتخاذها في ضوء التدخل الايراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي الذي وصل الى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة. وعبر مجلس الوزراء الكويتي عن ادانته واستنكاره الشديدين للاعمال العدوانية التي قامت بها جموع من المتظاهرين ضد سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى طهران وقنصليتها في مشهد واقتحام السفارة وممارسة التخريب واضرام النيران فيها. واكد المجلس في بيان صدر عقب اجتماعه الاسبوعي " ان هذه الاعتداءات تعد انتهاكا صارخا لاتفاقية فيينا الخاصة بالتزام الدول بحماية وصون البعثات الدبلوماسية وضمان سلامة طاقمها حيث تتحمل السلطات الايرانية مسؤوليتها". وأكد المجلس وقوف دولة الكويت الى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها لجميع الاجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها. وأدان مجلس الوزراء في مملكة البحرين بشدة الاعتداءات على سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران وقنصليتها في مشهد وعده اعتداءً همجياً مرفوضاً ، وانتهاكاً صارخاً، وخرقاً فاضحاً لكافة الاتفاقيات والقوانين والمواثيق الدولية . وأكد المجلس خلال جلسته الاعتيادية الأسبوعية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وقوف مملكة البحرين مع المملكة العربية السعودية وتأييدها في إجراءاتها لمحاربة الإرهاب والتطرف للحفاظ على أمنها واستقرارها وما اتخذته المملكة من إجراءات رداً على هذه الانتهاكات والاعتداءات . ونددت موريتانيا بأعمال الشغب التي استهدفت البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية في إيران وأدانت الحكومة اليمنية أمس الهجوم الذي تعرضت له سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران. ووصفت في بيان صدر عقب اجتماع مستشاري الرئيس ووفد الحكومة في المشاورات ما حدث للسفارة بأنه "انتهاك ومخالفة واضحة للقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها". وأدان وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار بشدة الهجوم الذي تعرضت له سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران وقنصليتها في مشهد وأكد أن الأمر يتعلق بأعمال منافية للقواعد والممارسات الدبلوماسية، معرباً عن التضامن الدائم مع المملكة العربية السعودية. وأكد سفير جمهورية السودان لدى المملكة عبدالحافظ إبراهيم محمد أن إعلان السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران جاء تضامناً مع المملكة ، ورفضاً للسياسات الإيرانية في المنطقة ، مشيراً إلى أن الخرطوم التي تحارب جنباً إلى جنب مع المملكة وبقية دول التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن ، اتخذت موقفاً رافضاً للتدخلات الإيرانية في شؤون المملكة. وأضاف في تصريح صحفي أن قرار السودان بقطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران هو تأكيد من القيادة السياسية في السودان على أن الأمن القومي للمملكة العربية السعودية هو خط أحمر وأن المساس به هو مساس مباشر بالأمن القومي للسودان ، وتأكيد أن البلدين في خندق واحد مشيراً إلى أن المملكة هي أرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ولها مواقف تاريخية تحظى بتقدير من شعب السودان. وأكد أن التصعيد ضد المملكة ، واقتحام مقر سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد وإضرام النيران بداخلها وحرق علم المملكة هو سلوك مرفوض في كل المواثيق والأعراف الدولية ويتنافى مع الاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية فيينا لعام 1961م. من جهة أخرى أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر مؤازرتها للمملكة العربيةالسعودية في محاربة الإرهاب والتطرف وإخماد الفتن الطائفية وإرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. وأعربت الهيئة برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في بيان لها عن إدانتها الشديدة لقيام المتظاهرين بالاعتداء على سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى طهران والقنصلية السعودية بمدينة مشهد بإيران، مستنكرة التصريحات الاستفزازية ضد المملكة العربية السعودية. وطالبت الهيئة، "كل العلماء بتحمل مسؤولياتهم في إفشال المشروع الخبيث لتفتيت الشعوب العربية والإسلامية وضرب استقرارها واقتصادها وأمنها، معربة عن تقديرها للمملكة العربية السعودية في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أكد مجلس علماء باكستان تأييده الكامل لقرار المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها مع إيران بعد الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد وتلقي دبلوماسييها لتهديدات من قبل عناصر إيرانية . وقال رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن العلماء في باكستان يرحبون بقرار المملكة قطع علاقاتها مع إيران . وأضاف أن الاعتداءات التي تعرضت لها البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران من قبل مجموعات إيرانية لا يمكن وصفها إلا بإرهاب الدولة وخرقًا صارخًا للأعراف الدبلوماسية والعلاقات الدولية. وادان رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة بدولة الكويت مرزوق الغانم اقتحام سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، مشددًا على أن هذه الاعتداءات انتهاك صارخ لالتزام الدول بحماية البعثات الدبلوماسية وضمان سلامة موظفيها . وأكد الغانم في تصريح صحفي التضامن الكامل مع المملكة والتأكيد الكامل على ما جاء في بيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية . واستنكر أعضاء مجلس النواب الأردني التصريحات الإيرانية المعادية للمملكة العربية السعودية، وما صدر من عبارات لا تمت بصلة إلا بشخوصها . وقال الأعضاء في مذكرة رسمية إن التصريحات الايرانية تشكل عدوانًا صارخًا وصريحًا على المملكة العربية السعودية . وأكد الأعضاء في مذكرتهم أن التصريحات الإيرانية المعادية للمملكة تدل على ما تحمله طهران من حقد دفين تجاه الأمة الإسلامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي أرست قواعد العلاقة الصحيحة، والنموذج الحي في تطبيق الشريعة الإسلامية العادلة . كما أدانت شخصيات سياسية وثقافية وشعبية أردنية الممارسات العدوانية لنظام الملالي في طهران تجاه الدول العربية والاسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية . وقال رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان بالجامعة العربية الدكتور هادي بن علي اليامي : إن التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية مرفوضة وغير مقبولة إطلاقا وتعد عملاً سافراً ومساساً بالسياسة الوطنية . وندد اليامي بالإعتداءات التي تعرضت لها المقار الدبلوماسية السعودية في إيران ممثلة في السفارة بطهران والقنصلية بمشهد, مبيناً بأن ذلك ضرب وإنكار لكل الأعراف والمواثيق الدولية والإتفاقيات التي ضمنتها الأممالمتحدة والتي تنص على ضرورة حماية المصالح الوطنية والمقار الدبلوماسية في الدول المستضيفة، مستغرباً التأجيج الإعلامي الطائفي الذي مارسته طهران . وأكد أن للمملكة كامل الحق في حماية مصالحها ومواطنيها وديبلوماسييها من الإعتداءات التي حدثت وتلك المتوقعة وسط تراخي أمني إيراني مستغرب ، وأن إجراء قطع العلاقات الدبلوماسية يأتي في هذا السياق. وأدان الاتحاد العام للجاليات المصرية في الخارج الأمانة العامة حادث الاعتداء الإيراني على سفارة المملكة بطهران والقنصلية السعودية بمدينة مشهد في إيران ، واصفا الاعتداءات بأنها ( عمل بربري). وأكد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد صلاح يوسف في تصريح له أن الاتحاد يستنكر بشدة تصريحات ملالي طهران، ويعدها تدخلا سافرا في القضاء السعودي النزيه. ونددت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب بالاعتداءات على سفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة الإيرانيةطهران وقنصليتها في مدينة مشهد . وشددت في تصريح لهاعلى حرمة البعثات الدبلوماسية وطالبت الحكومة الإيرانية بضرورة توفير الحماية للدبلوماسيين والمنشآت الدبلوماسية . كما رفض المرشحان اللذان يخوضان سباق الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري كارلى فيورينا، وبن كارسون، الانتقادات التي وجهتها إيران للمملكة العربية السعودية، بعد تنفيذ الأحكام القضائية الشرعية بحق 47 شخصًا . ونقل موقع "هافينجتون بوست" الأمريكي عن فيورينا قولها "أنا لا أخذ الإدانة الإيرانية على محمل الجد، لأن النظام الإيراني يعذب المواطنين بشكل روتيني، ويقوم بتنفيذ عقوبات الإعدام بدون تفكير، لاسيما أنه لا يزال هناك 4 أمريكيين فى السجون الإيرانية" . وقال كارسون من جانبه إن "المملكة من أقوى حلفائنا في الشرق الأوسط، واعتقد أنه من المؤسف أننا أظهرنا الدعم لإيران عبر الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة (5+1) مع إيران بشأن برنامج الأخيرة النووي في يوليو الماضي" . وادانت روسيا الاتحادية الاعتداء الذي تعرضت له سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران وقنصليتها في مشهد، مؤكدة ضرورة التزام الدول المضيفة بتوفير الحماية الكاملة للبعثات الدبلوماسية لديها وفقا للمعاهدات الدولية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الهجمات على الهيئات الدبلوماسية والقنصلية " لا يمكن التعامل على إنها وسائل مشروعة للتعبير عن الاحتجاج والمواقف السياسية".