عندما تضع اسم فيلم في أي محرك بحث أو تطبيق أو حتى في أحد برامج التواصل الاجتماعي ك «تويتر»، ستنهال عليك التوصيات السينمائية وسوف تُفاجأ بأن هذه التوصيات في غالبها من شباب سعوديين على درجة كبيرة من الثقافة السينمائية والنقد الذي يتناول الفيلم من جميع جوانبه كضخامة ميزانيات الإنتاج والتصوير وأجور الممثلين والإخراج وتقييمه العالمي«الريتنق» وخفايا لا تخطر لكم على بال! إلى هنا والوضع طبيعي فلكل مجتمع حزم من الاهتمامات الترفيهية تعتمد على توفر مقومات هذه الاهتمامات، ولكن غير الطبيعي أن يكون مجتمعنا، وخصوصا فئة الشباب، بهذا العشق والاهتمام بالسينما صناعة ونقدا واستمتاعا ولكن المقوم الرئيسي أو الركيزة الأساسية غير موجودة ألا وهي «دور السينما»! لا يملك من يصطف في طوابير سينما البحرين إلا أن يقلب يديه غرابة وتعجبا عندما يشاهد تقاطر السعوديين على قاعات السينما كبارا وصغارا وقد يكون برنامج الرحلة لا يضم أي ترفيه عدا مجموعة من الأفلام. واللافت أكثر أن بعض سكان المنطقة الشرقية يذهب لدور سينما البحرين ويعود إلى بيته بعد انتهاء الفيلم وكأنه قضى سهرته في طرف مدينته، فمسافة الطريق لا تتجاوز دقائق، بينما مسافة انتظار فسح السينما في ذات المدينة قد أهدر عمرا بأكمله! أين تكمن المشكلة أو لنكن أكثر وضوحا، أين تكمن الممانعة؟ لمن يزاحموننا في طوابير التذاكر سواء في البحرين أو غيرها؟ أين تكمن الممانعة والقنوات الفضائية بالآلاف تبث ما لايقع تحت المنع أو مقصات الرقيب، والأون لاين لتحميل الأفلام على قفى من يحمّل؟ أين تكمن الممانعة واقتصادنا يهدر خارجيا من أجل ساعتين لمشاهدة فيلم؟ أين وصل بنا الحال ونحن نصغي لمخضرمينا عندما يستحضرون ذكرياتهم عن العروض السينمائية والحفلات الفنية في الستينات والسبعينات الميلادية أي قبل جهيمان والصحوة وما تلاهما من تغيرات فكرية واجتماعية قلبت وقولبت حياتنا! هل نتبع من يتهم كل منادٍ بعودة الحياة الطبيعية من سينما ومسارح وفنون بالليبرالي والتغريبي في حالة غير مسبوقة من التناقض بين الممانعة ثم شد الرحال لمشاهدة ما تم رفضه في الداخل؟ أم نتبع صوت العقل الذي يقول اعقلوها وتوكلوا واجعلوا استثماراتنا منا وفينا وليتنفس شبابنا الحياة بدل أن يتنفسوا الموت في رحلة البحث عن بدائل لا تحمد عقباها، فوالله أن من يمانع اليوم بأغلظ الأيمان على فساد السينما سوف تجده غدا يقهقه حتى يتطاير «البوب كورن» من فمه وهو يشاهد جيم كاري وبن ستيلر وميليسا مكارثي في دور أم الجماجم السينمائية! hailahabdulah20@