هل يعيد المخرج السعودي عبدالله آل عياف، إخراج فيلمه التسجيلي «سينما 500 كلم»، الذي يحكي قصة أربعة شبان انطلقوا في السيارة من الرياض متوجهين إلى البحرين، لحضور عرض سينمائي. ويعمل في فيلمه الجديد، على تقليص المسافة إلى 400 كيلومتر، لتكون المنطقة الشرقية محط عاشقي مشاهدة الأفلام السينمائية في صالات العرض، ويوفر عليهم عناء عبور جسر الملك فهد، وساعات انتظار لانتهاء إجراءات الجوازات والتفتيش، وبخاصة في أيام الذروة، كالأعياد والإجازات. وأخرج آل عياف فيلمه في العام 2008، وهو العام الذي شهد طفرة سينمائية سعودية، نظراً لحجم الأفلام المنتجة فيه، وبلغت نحو 27 فيلماً، إضافة إلى إقامة مهرجانين، أحدهما برعاية رسمية. وعدت مسابقة «أفلام سعودية 2008»، التي أقيمت في الدمام، بتنظيم من «جمعية الثقافة والفنون»، و«نادي الشرقيةالأدبي»، أول فعالية سينمائية حظيت بدعم رسمي، وافتتحها وزير الثقافة والإعلام السابق إياد مدني، وعرض خلالها 34 فيلماً، من إنتاج مخرجين سعوديين. كما شهدت تكريم الدكتور حسن الغانم، كأول ممثل سعودي، ظهر في فيلم سينمائي من إنتاج شركة «أرامكو» في العام 1950، وحمل عنوان «الذباب عدو الإنسان». وسبب عرض فيلم «مناحي» من بطولة فايز المالكي، وإنتاج «روتانا»، في العام 2009، «انتكاسة» للعروض السينمائية، بسبب الهجمة التي شنّت عليه. وشهد العام ذاته، منع «مهرجان جدة السينمائي»، قبل ساعات من انطلاقته. وكان وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور إياد مدني، افتتح دورة المهرجان الثالثة في العام 2008. ووجد السينمائيون السعوديون في مهرجانات سينمائية تقام خارج السعودية، فرصة لعرض أعمالهم، التي منعوا من عرضها في الداخل، إلا من طريق التجمعات الصغيرة في المجالس، أو تبادل نسخ الفيلم المنتج على مستوى شخصي. ومن بين المهرجانات التي يحرص السينمائيون على حضورها، «مسابقة أفلام الإمارات» في أبو ظبي، ومهرجان «الخليج السينمائي» في دبي، ومهرجان «الفيلم العربي» في روتردام. وعادة ما تحقق الأفلام السعودية نجاحاًَ، وتعود بجوائز رفيعة. ورأى مراقبون أن «الأفلام السعودية تتمتع بجرأة في طرح القضايا والأفكار والتجديد»، كما عبّر عن ذلك المخرج والمنتج السعودي صالح الفوزان الذي وصفها ب«أفلام مصادمة لا تعبّر عن رؤية سينمائية فقط». وعلى رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها صناع السينما السعودية، إلا أنها تواجه «إشكالية عدم عرضها، والتناقض الذي يعيشه المجتمع، بين تلهفه على مشاهدة الأفلام، وقطعه مئات الكيلومترات، وصولاً إلى دول مجاورة، ومنع افتتاح دور سينمائية». وخلص الباحث عبدالله الدرعان، في رسالة ماجستير قدمها إلى قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، إلى أن «نحو 83 في المئة، من عينة الدراسة، يتابعون السينما»، فيما كشف عن «موافقة 63 في المئة، على افتتاح دور سينمائية». ويأتي الرافضون لفكرة افتتاح دور سينمائية من خلفيات «دينية متشددة»، وبخاصة في الثمانينات والتسعينات، فيما شهدت السبعينات والستينات عرض أفلام سينمائية في نوادٍ رياضية وصالات خاصة، في الرياضوجدة والظهران، وكان نادي «الهلال الرياضي» يعرض فيلماً في كل أسبوع، إلا ان ظهور حركة جهيمان العتيبي، التي احتلت الحرم المكي أواخر العام 1979، أدت إلى منع صالات السينما في البلاد.