وصف سياسيون أردنيون تشكيل المملكة لتحالف إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب، بأنه خطوة هامة تسهم في محاصرة التنظيمات الإرهابية وضرب العصب الحيوي لها، مما يعيق حركتها وتمددها، فيما أقروا بأن الرياض باتت تضبط الإيقاع الآن لتوجيه الجهود كافة نحو مكافحة آفة التطرف. وقال المحللون ل «عكاظ» إن خطوة المملكة بتشكيل التحالف العسكري الإسلامي ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب وتطوير البرامج والآليات لدعم تلك الجهود انطلاقا من العاصمة الرياض ستقود إلى رسم خريطة القوى الإرهابية وتحديد أماكن وجودها وخلاياها النائمة في المنطقة. من جهته أكد المحلل السياسي والوزير السابق الدكتور أمين مشاقبة أن خطوة المملكة بتشكيل التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب تشكل حالة جديدة في التحالفات الجادة، لأن المملكة مشهود لها بالخبرة الاستخبارية والعسكرية. لافتا إلى أن التحالف سيخوض الحرب ضد الإرهاب لحماية الأمتين العربية والإسلامية رغم تقاعس بعض الأنظمة في محاربة هذه الآفة الخطيرة. ويرى الدكتور مشاقبة أن المملكة أظهرت من خلال تشكيل التحالف العسكري الإسلامي تصميما أقوى على محاربة الإرهاب، وأصبح خيار الفشل غير مقبول في هذه المهمة، وما أعلنته الرياض بداية ناجحة أعطت زخما إضافيا لكل الجهات التي تحارب الإرهاب، مشيرا إلى أن نية دول أخرى، تصل إلى عشرة، لدخول هذا التحالف يعني أن المملكة تقود أكبر تحالف عسكري في العالم لمكافحة الحركات الإرهابية. أما ممثل الأردن لدى الاتحاد الأوروبي والوزير السابق الدكتور أحمد مساعده فقال إن العرب والمسلمين استيقظوا على وقع تحالف عسكري إسلامي تقوده المملكة لمواجهة الإرهاب وهو مقدمة ل «ناتو إسلامي» وهي قوة ليست ضد تنظيم «داعش» الإرهابي وحسب بل ضد أي مصدر لتهديد إرهابي من أي جهة كانت. وقال الدكتور مساعده إن إعلان التحالف مهم على صعيد الموقف السعودي وتطوره، إذ أرسلت الرياض منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رسائل بأن هناك تحولات ستحدث تجاه ملفات إقليمية، واصفا الإعلان عن تشكيل هذا التحالف ب «معلم من معالم السياسية السعودية الجديدة» العازمة بشدة على محاربة الإرهاب وحماية الأمن والسلم في المنطقة. وأكد أن مساعي المملكة في محاربة الإرهاب لم تقتصر على الدعم اللوجستي فقط بل بدأت في اليمن عندما قادت المملكة تحالفا لضرب البؤر الإرهابية، وحسنا فعلت بذلك حيث أغلقت البوابات في وجه تمدد الإرهاب الفقاعي الذي ترعاه قوى تريد إشاعة الفوضى والدمار في البلدان الإسلامية. الوزير السابق والنائب حازم قشوع يرى أن تشكيل التحالف العسكري الإسلامي يفي بمتطلبات المرحلة، لأنه كما قال سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد أن التحالف سيضرب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا ولن يضرب تنظيم «داعش» الإرهابي فقط، بل كل تنظيم يقترف أو يحاول فعل الإرهاب. ويرى قشوع أن الإستراتيجية التي أعدت لهذا التحالف مختلفة تماما، فهي إستراتيجية شاملة تتعامل مع الإرهاب مهما صغر أو كبر وفي أي بقعة عربية أو إسلامية، والأهم أن المملكة العربية السعودية لم تغفل بهذه الإستراتيجية إمكانية وقدرات الدول المشاركة، إنما تركت الباب مفتوحا لكل دولة للمشاركة حسب إمكاناتها وقدراتها.