المتابع لمسيرة قمم مجلس التعاون منذ أول قمة عام 1981م، يجد أن متغيرات فريدة من نوعها حدثت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا، حيث ظهرت عدة تحديات غير مسبوقة أفرزتها هذه المتغيرات في منطقة الخليج العربي. فنجد التدخلات الإيرانية في المنطقة، الأزمة السورية، الأزمة اليمنية، محاربة داعش الإرهابي، الأزمة التركية - الروسية، وغيرها من الأزمات السياسية في المجتمع الدولي، والتي سوف تجعل دول مجلس الخليج تعيد النظر في وضع هذه الدوامة من الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية الدولية، والعمل على دراسة الوضع بكل دقة واهتمام وتركيز بهدف معرفة مستقبل المنطقة. أما من ناحية قادة دول المجلس فقد قدموا الكثير من المنجزات الإيجابية لخدمة شعوبهم ولكن نحتاج بناء وتقوية الانتماء بين الأجيال الجديدة من شباب الخليج للمجلس ودوله. فلقد تأثرت الهوية الاجتماعية لدى شباب مجلس دول الخليج بسبب استخدام التواصل الاجتماعي ومداخلاتهم مع مختلف الثقافات في المجتمع الدولي، مما تكون لديهم نوع من التناقضات الاجتماعية والثقافية في حياتهم وعاداتهم ومجتمعهم. وهناك تساؤلات أتمنى الإجابة عليها، من خلال التوصيات التي يتم إقرارها في قمة الخليج لدول العربية 2015. كيف نقضي على الفكر المتطرف في منطقتنا؟ وكيف نقضي على الفراغ بين شباب دول مجلس التعاون؟ وكيف ندعم الانتماء الخليجي بين شبابنا للدول الست؟ وكيف نحافظ على أجيال المجتمع الخليجي من الإعلام الجديد الذي يحمل في رسائله وبرامجه الأفكار الهدامة المنشورة بهدف بناء جيل إرهابي يحب العنف؟ أتمنى الرجوع إلى مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى الاتحاد بدلا من التعاون، وبناء رؤية واضحة في مجال التعاون بين دول الخليج واستراتيجيات قوية دولية تعمل على تثبيت الخدمات لمصالح الشعوب العربية الخليجية ودعم المجلس في المجالات العسكرية والاقتصادية مع تقوية العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج العربية. حيث المقومات الرئيسية للاتحاد جاهزة بين دول الخليج العربية الست، مثل اللغة، العادات، الدين، الحياة الاجتماعية. ولو قارنا بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، سنجد الدول الست تحتاج إلى قرار سياسي موحد، علما أن دول الاتحاد الأوروبي بمختلف المقومات الاجتماعية والبيئية واللغات المختلفة، تم الاتحاد بينهم. * أستاذ إعلام دولي بمعهد الدراسات الدبلوماسية