قياسا لاستمرار تسيير أنديتنا الرياضية المحترفة «بوقود التطوع»، فلا بد إلى جانب الامتنان لهؤلاء المتطوعين «الفاعلين»، من الاعتزاز بما نصادفه من موسم رياضي لآخر، من وجود فريق أو أكثر، من الفرق الرياضية «المؤثرة» في دوري جميل السعودي للمحترفين، وأعني بها الفرق التي تحظى مجددا بتخطيط وبذل وتطوير متقن، فتنطلق لخوض منافسات الدوري وهي أكثر جاهزية وقوة وندية، من خلال ما تقدمه من حضور لافت، ونتائج محرجة لفرق الأندية التي تفوقها من حيث الإمكانات وخوض البطولات «فرق المقدمة». هذا النموذج من الفرق «المؤثرة» استطاع بحضوره المغاير أن يفرض تأثيره الإيجابي على حراك دورياتنا الرياضية ومنافساتها ونتائجها.. ليس هذا وحسب بل بين هذه الفرق المؤثرة من استطاع بكل جدارة اكتساح كل الفرق وصولا للقمة والفوز ببطولة الدوري، وهذا ما أنجزه فريق الفتح قبل أكثر من ثلاثة مواسم. وفي دوري موسمنا الرياضي الحالي، يكشف لنا جدول ترتيب الفرق حتى الآن وجود أكثر من فريق من بين هذه الفرق المؤثرة، يأتي في مقدمتها فريق التعاون، الذي في وسعه إن هو عزز أدواته وضاعف دأبه، أن يكرر مستقبلا ما فعله فريق الفتح. يكفي أي فريق من هذه الفرق المؤثرة فخرا واعتزازا، ما يحدثه على مسار منافسات دورياتنا من حراك إيجابي يضفي على دورينا مزيدا من الإثارة والجذب والإمتاع، ويضيف لأضلاع المنافسة ما يحلحل ديمومة حصرها على ما يوصف ب «الكبار». ومن الطبيعي ما قد يطرأ على أي فريق من هذه الفرق المؤثرة من تراجع في موسم لاحق، كما حصل لفريق الفتح بعد موسمه البطولي، وهذا مرده ليس بسبب تراجع الطموحات، بل لأن الثمن المهول والمؤرق ماديا ومعنويا في سبيل التنافس على قمة الدوري، لم يعد يقوى على مواصلة تحمله واحتماله حتى كبار وأوائل رموز التضحية والبذل، ممن تطوعوا مشكورين بدعم وتسيير أنديتنا المحترفة لمواسم طوال وها هم بعد أن فاض بهم الصبر انسحب بعضهم، والبعض الآخر في الطريق، إلى أن يمن من بيده الأمر على احترافنا بالعثور على ضالته.. والله من وراء القصد. تأمل: أدركوا احترافنا بضالته. فاكس: 6923348