الحراك الحثيث الذي يتواصل من قبل أنديتنا الرياضية «المحترفة» لصالح فرقها استعدادا لانطلاقة موسمنا الرياضي الذي شارف على البدء، ليس جديدا أن تكون «الجلبة» في أصدائه اللافتة، مقتصرة على نفس «النخبة» المحدودة جدا من أنديتنا الرياضية «المحترفة»، التي لا يتجاوز مجمل عددها قطبي الرياض وقطبي جدة وخامسهم فريق نادي الشباب. من حق «واقع احترافنا» أن يدين بالفضل لهذه النخبة من الأندية الرياضية التي لازالت حتى الآن تحظى برجال خلص، سكن في أعماقهم حب متجذر لهذه الأندية، فأحاطوها بشغفهم وبذلهم السخي وغير المنقطع في «القرب أو البعد»، لا هم لهم سوى أن تبقى أنديتهم أو بالأحرى «عشقهم»، في القمة، إن غابت عن «هامتها» ما خرجت عن مدارها، وإن تعثر حظها ما دامت كبوتها. صحيح بأن في أغلب الدول المتقدمة رياضيا وفي لعبة كرة القدم على وجه الخصوص تكون الغلبة والهيمنة على الظفر ببطولات منافسات مواسمها الرياضية في نسبتها العظمى من نصيب فرق أندية بعينها، تستأثر بالتناوب على حصد البطولات وإشعال فتيل الإثارة والإبهار والإمتاع في منافساتها الموسمية، وتعزز الذيوع والانتشار والقوة والريادة لدورياتها، وصحيح أيضا أن مرد ذلك التفوق والتفرد وملازمة منصات التتويج الذي تتقن ثقافته تلك النخب من الأندية وفرقها «هناك»، مرد كل هذا وسواه، ما هو إلا بفضل ما تحظى به تلك الأندية من بذل مادي مهول وسخي أيضا. لكن «وآه من لكن».. شتان ما بين إنفاق «هناك»، في عالم احتراف «سوي» استكمل كل الركائز والمقومات مما حول الأندية إلى كيانات رياضية خصبة الاستثمار وجاذبة لرواد وجهابذة الاستثمار وفق ما كفله لهم أهم مرتكزات الاحتراف وعموده الفقري، وهو ما تعلمناه «اسما» وافتقدناه واقعا منذ الولادة القيصرية ل «احترافنا المنقوص»، حتى اليوم وإلى أجل غير مسمى، ولا حاجة لذكره بعد أن مل التكرار من تكراره، ويكفي القول بأنه شتان ما بين الإنفاق وغاية المنفقين هناك، وبين الرجال الخلص الذين سخرهم الله للإنفاق على هذه النخبة من أنديتنا الرياضية حبا وتطوعا. ولذلك ونحن نستقبل موسمنا الرياضي الجديد والحال على ما هو عليه، علينا أن نسدي الشكر بعد الله لهؤلاء الأسخياء المتطوعين الذين لازالوا يواصلون الحفاظ على ما يمكن من ماء وجه «احترافنا» .. والله من وراء القصد. تأمل: المال الذي لا يجلب السعادة قد يجعلنا نعيش تعاستنا برفاهية!. تويتر: @abedhashem1 فاكس: 6923348