إذا كان الدوري السعودي لهذا الموسم (2013 2014)، قد حمل في التباشير الأولى لانطلاقته صفة «جميل» نسبة للراعي الرسمي الذي سمي الدوري باسمه (دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين)، فإن فريق النصر أبى إلا أن يمنح هذا الموسم الرياضي بشكل عام، والدوري بشكل خاص صفة «الأجمل» على مستوى المواسم الرياضية السابقة. صحيح أنه في كل موسم رياضي يوجد دوري، ولكل دوري بطل، كما هو الحال في المنافسات الأخرى، وأن لكل موسم من مواسمنا الرياضية السابقة نصيبه من الإثارة والحضور الجماهيري، إلا أن النصر ميز هذا الموسم الرياضي عن المواسم السابقة من خلال ما قدمه من ارتقاء بمعدلات الحضور الجماهيري، وهيمنة غير مسبوقة على امتلاك الصدارة لفريق ظل متربعا على القمة بكل شموخ وتحد، ولجمهور مهول في كثافته وخلاق في إبداعاته بأحدث فنون «التيفو» وفرض سيمفونية النصر الخالدة في كل المستويات، ومختلف الأجناس واللغات، وبث روح وحياة وحيوية لم يشهدها أي موسم مضى. صحيح أن المواسم الرياضية ذهبت بطولاتها لمن حظي بتحقيقها من الفرق الأخرى في ظل غياب النصر عن تحقيقها، بل وصل الحال في كثير من المواسم السابقة إلى الدرجة التي أصبح في وسع الوسط الرياضي تحديد هوية البطل منذ وقت مبكر من عمر الدوري في ظل «الاحتكار الرتيب» الذي امتد إلى مواسم عديدة بسبب معايير ومقومات تنافس غير متكافئة لازالت ماثلة، إلا أن الموسم السابق شهد منعطفا مغايرا، وإرادة جادة ومجودة قادها فريق الفتح بكل إصرار وعزيمة ليحقق السبق في كسر «قمقم الاحتكار» فعزز استحقاقه لبطولة الموسم السابق بتتويجه بطلا لكأس السوبر السعودي في نسخته الأولى. ما أحدثه الفتح في الموسم السابق لم يقتصر على ما حققه بتلك «الإدارة والإرادة والانتفاضة»، بل أيضا بما أوجده من حراك فاعل ومؤثر على مستوى «أقرانه» من فرق الأندية الأخرى، حصاد ذلك الحراك ظهر جليا في الموسم الرياضي الحالي من خلال اكتساب أكثر من فريق من الفرق التي تقع في مصاف «إمكانات الفتح» للكثير من الدافعية والانتفاضة التي كان عليها الفتح في الموسم الماضي. لكن ما قدمه النصر في هذا الموسم كان حراكا شاملا ونوعيا ومميزا ومتميزا لموسمنا الرياضي الحالي، بما يفوق في أبعاده وأثره وتأثيره مسألة عودة بطل عتيد إلى منح البطولات والإنجازات كل ما افتقدته في غيابه عنها، فقد عجز كل من ظفر بأي بطولة في غيابه أن يضفي عليها أي شيء يذكر مما تحظى به أي بطولة عندما تكون في حضرة النصر. ذلك لأن المنجز الحقيقي عند النصر لا يعني «التفنن» في خطف بطولة من أجل تعويض حلم استعصى تحقيقه. بل يعني التفاني والصبر والبذل والتخطيط والتجديد والتجويد، من أجل تقديم ما يليق بعالميته، ويجعل من عودته ملحمة إبداع تسمو برياضة وطن. وسيمفونية نصر أخاذ يتغنى بها كل العالم... والله من وراء القصد. تأمل: عالمي صعب المراس ولع الدنيا حماس يا نصر لله درك جبتها دوري وكاس. فاكس 6923348