لا يكفي أن تصمت إنما عليك أن تعرف كيف تقول شيئاً آخر لويس أراغون البوح بطيننا الجبلي بزهو القمم برذاذ المطر على أكتافنا و أكفنا وجباهنا نأتي كمسيح يبدو علينا هذا المطر الطويل الناي صنوبراتي الجميلات لم يطمثهن الحريق صنوبراتي لا يلتفتن إلى النار هن ارتواء المساء تقول الأصابع في سكرتها حين أقبض عن صوتك / الصمت سألوذ إلى ذلك النهر عني سأفتح قنينة العطر سأفرغ سماءاتك السبع أيها القلب سأنشب أظافري في بدن الناي سأجعل من دمه ومن وحي تلك الهضاب المبللة بالنساء شجن الثائرين قديما طفل لا مشاجب في هذه الشوارع لا جسد ليرمي الشيح معطفه ترتسم الجدران و يتسع المنفى عندما تنتفي الأمومة المضيئة بزيت الزيتون وعند جباح العسل الجبلي أيتها الطفولة التي تشد على يدي وتركض في هذه العتمة ساقت الدبابير ممالكها وفقد الموت لذته ورقة إنها تفرغ ما مكث من تلك الغيمة على جسدها إنها ترقص في ضوضاء حزنها عند شاهدة تحتشد بقربها شقائق النعمان متلصصة من هوائها الذي لا يجيء كأرزة غابرة أو كورقة ما تجمع خطاياي و تلتفت حولها تلك الأصوات التي لا تفنى هي تقتنصني و أنا أجذف كقرصان أسطوري لتسعف سفينتي يا الله آه أيتها اليتيمة الباردة المتنكرة في أزياء نساء من القرون الوسطى حين تلدغ شمس الظهيرة تلك المواكب المسنة في السراب أقرب من سيجارة أو موت أو كفن تكونين في تلك الأعين من راية قبيحة تذرو كبرياءها بلطف قطار تشق طريقها نحو الجحيم بينما ألملم ما تبقى من الريح التي أثرناها وما سقط من ضجيج الذاكرة و أبتعد كان القطار ينفث تعب الأماسي والحشود التي تلوح لها من النوافذ تحفر ضريحا لظلها الممدد أمامي إلى الأبد بأقراطه المنكسة و خمرته المرفوعة كقوس قزح سيذكرني دائما بخساراتي الفادحة