تبقى معاناة الأهالي بمركز بلغازي في محافظة العيدابي، مشهدًا مستمرًا منذ أكثر من عامين حينما خاطب الأهالي إمارة جازان في العام 1434ه، بشأن الطرق الرئيسية ومطالبتهم بتعبيدها، والتي تفاعلت معها الإمارة وقتها وطالبت بسرعة تنفيذ وتأمين معدات لصيانة طرق مركز بلغازي، واستمرت توجيهات الإمارة والتي كان آخرها الشهر الماضي بضرورة تأمين معدات لفتح الطرق وتعبيدها والتي تتعرض لانهيارات في أوقات الأمطار وما يعانيه المواطنون من تلك الطرق، دون حلول واقعية. فعلى جنبات تلك الطرق تكثر الدماء حتى المرضى لا يسلمون منها فيكون مصيرهم الموت قبل وصولهم للمستشفيات البعيدة والتي لا سبيل في الوصول إليها سوى تلك الطرق الترابية. وعلى الرغم من زيارة هيئة مكافحة الفساد وبعض وسائل الإعلام للمنطقة، ظل مركز بلغازي خارج الخدمة، شاهدًا على حجم المعاناة الحقيقية لسكان القرى التابعة له، وسط تجاهل تام من وزارة النقل وتكاسلها عن إنهاء مشروع طرق المركز، وتعبيد وتأمين معدات لصيانة تلك الطرق الجبلية.
وقال عدد من الأهالي في شكاوى تلقتها سبق: "متى يتم تأمين معدات لصيانة الطرق الترابية في كل من جبل مصيدة وجبل صماد ووادي جبحة ووادي قصي ببلغازي وسرعة تنفيذ مشروع سفلتة طرق جبال بلغازي أسوة بالقرى المجاورة؟".
وأكد المواطنون محمد علي الغزواني ويحيى على الغزواني وعلي قاسم الغزواني، وسالم سلمان الغزواني، وعبدالله مفرح الغزواني، وقاسم علي الغزواني أنهم يأملون من "سبق" أن توصل أصواتهم للمسؤولين بعد أن انتابهم اليأس وطالبوا بإنهاء معاناتهم بتوفير معدات لفتح تلك القرى ما دام الأمر سيطول عن سفلتتها، فهي معاناة لكل سكان تلك القرى، سواء المعلمات أو المرضى.
وأشاروا إلى أن طرق جبل مصيدة العليا والسفلى وفرع طريق مركز ريع مصيدة إلى وادي جبحة ووادي قصي ببلغازي والذي يتبع محافظة العيدابي بجازان تحتاج تأمين فرقة صيانة بمحافظة العيدابي تتولى صيانة جبال وأودية قرى بلغازي وصيانة الفروع ومسح الأودية بعد جريان السيول، مبينين أنه سبق وأن صدرت توجيهات عدة بتأمين فرقة صيانة ورفعت إلى وزارة النقل منذ زمن، وإدارة الطرق بجازان لم تفصح عن شيء بل تلتزم الصمت. وذكر أهالي مركز بلغازي أن مندوب هيئة مكافحة الفساد وقف على هذه المعاناة بناءً على شكوى المواطنين عام 1434 وتم تسجيل الملاحظات ورفع التقارير بشأنها، واستغرب المندوب من أن جميع طرق وقرى المحافظات المجاورة معبدة سوى هذه الطرق والأسباب التي أدت لتجاهلها من قبل الجهات المعنية على الرغم من كثرة الشكاوى والتوجيهات من المركز والمحافظة والإمارة.