كشف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق أول الركن عبدالرحمن بن صالح البنيان أن الحرب الإلكترونية لعب دورا واضحا في ما حققته قوات التحالف التي تقودها المملكة لإعادة الشرعية لجمهورية اليمن في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وذلك بالسيطرة الكاملة إلكترونيا ومعلوماتيا. جاء ذلك لدى افتتاحه نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وبحضور صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أمس الندوة الرابعة للحرب الالكترونية 2015م. وأبرز الفريق أول الركن عبدالرحمن البنيان أهمية الحرب الإلكترونية، لكونها وسيلة مهمة للحصول على المعلومات عن القوات المعادية وكذلك لحماية القوات المسلحة من وسائل الحرب الإلكترونية المعادية، مؤكدا أنه من الضروري الإلمام بمجالاتها المختلفة والتقنيات المستخدمة فيها، مفيدا بأن لها الريادة في الصراع لدورها الفعال في الكفاءة القتالية لأي قوة عسكرية. وقال البنيان إن البعض يستخدم مصطلح حرب المعلومات للدلالة على الحرب الإلكترونية والتي يراد بها تدمير المعلومات أو سرقتها أو تحريفها وقلبها ضد أصحابها وحرمان الطرف الآخر من استخدام معلوماته وتقنياته، لافتا إلى أن امتلاك المعلومات والسيطرة عليها كانت الداعم الأهم في المجهود الحربي خلال عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل. وأوضح أن وزارة الدفاع تعمل بتوجيهات سديدة من القيادة الحكيمة على تطوير المعدات وتثقيف منسوبي القوات المسلحة في مجال عملهم سواء بالتركيز على التدريب أو عقد الندوات والمحاضرات المتخصصة، مشيرا إلى أن هذه الندوة التي يحضرها عدد من المختصين من مختلف دول العالم خير شاهد على الاهتمام بإثراء كافة العسكريين والمدنيين من منسوبي القطاعات العسكرية والقطاع الخاص المهتمين بهذا المجال بالمعلومات العملياتية والفنية والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال الحرب الإلكترونية والسيبرانية. من جهة أخرى وفي رده على سؤال «عكاظ» حول إيجاد تعاون بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والقطاعات العسكرية السعودية وخاصة وزارة الدفاع، قال الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد: هناك لجنة عليا للتعاون بين وزارة الدفاع ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهناك مشاريع متعددة تعمل عليها المدينة وتخدم وزارة الدفاع والجهات العسكرية والأمنية، مؤكدا أن «المدينة» تعمل كل ما تستطيع للمساهمة في أمن المملكة، مشيرا إلى أن جميع العاملين في عمليات التقنيات الحساسة مواطنين 100%، ويشكل عدد السعوديين العاملين في «المدينة» عموما ما نسبته 98%. وأكد سموه أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –يحفظه الله– أولت اهتماما كبيرا لمختلف المجالات العلمية والتقنية، ومنها مجالات تقنيات الرادار والحرب الإلكترونية، وذلك إيمانا منها بأهمية العلوم والتقنية في التنمية الاقتصادية ودفع عجلة التطور في المملكة، مبينا أن مؤشرات هذا الاهتمام تتجلى بشكل واضح في عدد من الأمور منها تشكيل لجنة إشرافية مشتركة بين وزارة الدفاع والمدينة للتعاون في مجالات العلوم والتقنية، وإنشاء المركز الوطني لتقنية المستشعرات والأنظمة الدفاعية، وإنشاء الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة وانبثق منها شركة تقنية الدفاع والأمن كإحدى الشركات التابعة لها للمساهمة في تحويل مخرجات البحث العلمي المتعلقة بتقنيات الحرب الإلكترونية إلى منتجات صناعية، مشيرا إلى أن المدينة بدلا من دعم 400 بحث علمي ستدعم 400 شركة قائمة على البحث والتطوير الأمر الذي سيسهم في التحول لاقتصاد المعرفة.