في الصحيح، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس فقال: «أيها الناس، لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية» البخاري7237 ومسلم. قال شراح الحديث ان السبب في نهي النبي عن تمني لقاء العدو هو لأن تمني لقاء العدو من غرور النفس «غرور الانا» أو الكبر وفي الصحيح (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثال ذرة من كبر)، وأعتقد أن هذا الحديث وشرحه الموفق من قبل شراح الحديث يمثل المحرك العميق الجذري لظاهرة الارهاب وعملياته التي أشقت المسلمين قبل غيرهم وضررها مضاعف على المسلمين، لأنه فوق استهدافهم بها فهم يتحملون أيضا ردة فعل العالم الانتقامية بسببها، فمهما كانت شعارات الارهابيين التي يرفعونها ومهما ضللوا بها انفسهم ومن ينقاد لدعواهم لأن عقله معطل عن ادراك أن الارهاب اضر بالإسلام والمسلمين ولم ينفعهم أبدا، فالحقيقة التي يجليها الحديث وشرحه أن محركهم الجذري هو غرور الانا الذي نمطه الاساسي هو ارادة الاستعلاء في الارض بفرض الهيمنة والاخضاع على الآخرين بالترهيب بالعنف الهمجي الاعمى المخرب المفسد (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا)، ولو لم يكن في العمليات الارهابية في الشرق والغرب من سوء سوى مخالفة نص أمر النبي وهو النهي عن استجلاب المواجهة العنيفة مع الآخرين لكفى به سوءا لمن كان لديه اهتمام حقيقي باتباع أوامر ونواهي الاسلام الحقيقية، ومجرد زعمهم للجهاد ومقتلهم في المواجهات العنيفة التي استجلبوها لأنفسهم لا يعني انهم من أهل الجنة، ففي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من ضمن أول من ستسعر بهم النار؛ مجاهد (ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له: في ماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله له: «كذبت».. ويقول الله: «بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك».. ثم قال: أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة) صححه الألباني/2382. والمعنى أن من كان يعتقد انه مجاهد وقتل في مسعاه هذا استخدم دعوى الجهاد كوسيلة لإرضاء غرور نفسه، وان كان لم يع حقيقة محركه ودافعه في الدنيا فالجهل ليس بعذر له لأنه بحث عن معرفة كيفية تركيب المتفجرات لكنه لم يبحث عن كتاب عن علم الحكمة الذي يبصره بدوافع النفس وكيفية تمييزها.