إن الجهود المبذولة من القيادة الرشيدة لتطوير قطاع العمل بمختلف المجالات، حققت الكثير من التجارب المشرفة بالمملكة، وتسعى الجهود الحكومية بكافة المصالح للوصول للتنمية المستدامة في جميع مخرجاتها. وعندما كانت بيئة الأعمال في تغير مستمر.. فهذه التغيرات جعلت المؤسسات تعمل بمفهوم الإدارة الاستراتيجية في كل جوانب العمل بها، وإدارة الموارد البشرية والأجزاء التابعة لها كقسم الاستقطاب، والتعيين، والتدريب والتطوير، ونظام الأجور، ونظام الحوافز، كأجزاء من المنظمة تعمل أيضا بنفس المفهوم في الأداء حتى تكون في مركز تنافسي أفضل بالمقارنة مع المنظمات الأخرى التي تعمل في نفس السوق. أيضا التخطيط للموارد البشرية عامل هام في تفسير الأمن الوظيفي، بحيث أن يكون هنالك تنسيق ما بين إدارة الموارد البشرية وبقية الإدارت الأخرى بالوزارة قبل تحديد الاحتياجات الآنية والمستقبلية من القوى البشرية، وتفويض الصلاحيات لمسؤولي الموارد البشرية.. وتوفير الإمكانات البشرية المناسبة من حيث الخبرة لتخطيط الموارد البشرية، وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة والمناسبة لتخطيط الموارد البشرية، ودعم العاملين في الإدارات المسؤولة عن تخطيط الموارد البشرية بالدورات التدريبية المناسبة. فيما يعد التخطيط الاستراتيجي مرحلة أساسية ومهمة من مراحل أداء المؤسسات؛ فذلك مطلب ضروري للتنبؤ بما ستكون عليه الظروف المستقبلية خاصة.. فنشاط المؤسسات يتم في ظل ظروف متغيرة وغير مستقرة وتواتر تقني متسارع.. لذا فإن تحقيق الكفاءة في الأداء لا يتوقف فقط على مدى توفر الموارد المالية اللازمة لتغطية نفقات الأداء، بل يعتمد على مدى توفر تخطيط علمي سليم يحدد الأهداف بدقة وأساليب تحقيقها. فالتعرف على واقع التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية في منظمات القطاع العام في المملكة العربية السعودية؛ أمر هام للغاية نظرا لأهمية أداء الموارد البشرية الذي يمثل أداؤه المخرجات النهائية لهذا القطاع.. كما أن هناك عاملا هاما جدا في ذلك وهو الكشف عن مدى إدراك العاملين بالموارد البشرية لمزايا التخطيط الاستراتيجي. وقد أظهرت الدراسات أن درجة ممارسة التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية في القطاع العام الخدمي تتم بدرجة متوسطة.. كما أنه يوجد ضعف في تحليل البيئة الداخلية للموارد البشرية، والتقنية اللازمة لأدائها بالرغم من أهميتها عند إعداد الخطط الاستراتيجية.. بالإضافة إلى أن مستوى إدراك العاملين بإدارات الموارد البشرية لمزايا التخطيط الاستراتيجي جاء بدرجة متوسطة مما يحد من كفاءة عمل هذه الإدارات لرفع كفاءة أداء العاملين في المؤسسات. وعليه فيجب أن يتكاتف القطاع الخاص والعام معا في السعي قدما لتحقيق الخطط الاستراتيجية لتنشيط الأعمال بشكل هادف لتنمية مستدامة.