وحدها هذه النوعية من الجماهير الاتحادية «الاستثنائية» في رسوخ عشقها لهذا الكيان الرياضي العريق، وديمومة تسطيرها لأبلغ صور ومعاني الوفاء لكل ما يمت بصلة لهذا النادي المونديالي بكافة مكوناته وفرقه الرياضية بشكل عام، وفريق كرة القدم بشكل خاص، وليس أدل على وفاء «هذه النوعية» من الجماهير الاتحادية الأصيلة، من ثبات ملازمتها ومؤازرتها لفريق «النمور» أينما حل وارتحل، مهما كانت الظروف، بالحضور الفاعل نفسه، ومعدلات الأرقام القياسية التي أصبحت جزءًا من خصائص واختصاصات هذه الجماهير المبهرة والممتعة، هذه الجماهير التي لم يقتصر إجماع الإشادة بتفردها كما وكيفا على المنصفين «محليا» باختلاف ميولهم الرياضي، بل تمتد وتتواصل هذه الإشادة على مختلف المستويات. وحدها هذه «النوعية» من الجماهير الاتحادية الوفية، من تتذكر وتدرك بأنه لم يشاركها هول ومرارة ذلك الفزع على مصير ناديهم، جراء ما كان ينهال عليه من دمار وويلات الإدارة «الكوارثية السابقة»، التي قذفت بهذا النادي إلى «حافة الهاوية»، وتتذكر هذه الجماهير الأصيلة، إلى أي مدى آنذاك بلغت نداءات استغاثتهم وانتخائهم بمن كانوا يعولون عليهم، ويراهنون على هبتهم هبة رجل واحد، أو هبة البعض منهم، أو حتى أي واحد من بينهم؛ لتدارك ما يمكن تداركه لإنقاذ «ناديهم» الذي كان «يحتضر» أمامهم، ولن تنسى هذه الجماهير الغيورة، كيف لاذ البعض من هؤلاء بالصمت والفرجة، وقد يكون هذا البعض أحسن حالا من البعض الآخر الذي اتخذ من منابر الإعلام الرياضي بمختلف وسائله «فرصة» للتنظير والتشريح والتجريح...!!. وكيف لهذه النوعية من الجماهير الاتحادية الأبية، أن تنسى تلك اللخبطات المأساوية التي بلغت معها هذه الجماهير أقصى درجات الأسى والقهر على ناديها الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى، من كارثة الهبوط الجائرة بحق تاريخ وعراقة «نادي الوطن» بعد أن أغرقته الإدارة السابقة في بركان الديون المدمرة والتي تجاوزت 240 مليون ريال، في ظل ذلك التعامل من معظم أعضاء النادي، الذي يمكن وصفه: ب (ما أكثر «الأعضاء» حين تعدهم .... لكنهم في النائبات قليل). ومن بين هذا القليل، لن ينسى هذا النادي وجماهيره من كان له الفضل بعد الله، في التصدي والقبول بخوض أهم وأخطر مرحلة إنقاذ سيسطرها تاريخ هذا النادي بكل امتنان وعرفان للإدارة الحالية برئاسة إبراهيم البلوي معززة بأخيه المؤثر منصور البلوي. ولذلك ينبغي كل الحذر مما يصوب من سهام حاقدة تجاه هذه الإدارة التي لو لم تقم إلا بانتشال النادي من الهاوية في الوقت الذي تخلى عنه الآخرون لكفاها، ومن تصدى لأهم الكوارث لن يستعصي عليه باقي الآمال المنشودة، شريطة الثقة والصبر والاعتزاز.. والله من وراء القصد. تأمل: من مأمنه يؤتى الحذِر. فاكس: 6923348