* في الوقت الذي لم ولن تنسى فيه جماهير نادي الاتحاد الغفيرة والعاشقة و«ببالغ الامتعاض»، حجم وهول الكوارث التي اقترفتها الإدارة السابقة بحق هذا الكيان الرياضي العريق، الذي تحول بسببها إلى غريق في محيط جارف وجائر من الديون «المتلتلة»، والقضايا المتشعبة التي ظلت تلقي بحممها على نادي الوطن من كل حدب وصوب، ملوحة بنذير العقوبات والقرارات من قبل الفيفا على هذا النادي المكلوم، بل أخذت المؤشرات تنبئ عن دخول النادي في قائمة الأندية «المنكوبة»، ومما لن تنساه الجماهير المحترقة على مصير ناديها حين بلغ أقصى مراحل الاحتضار، تدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب «آنذاك» لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومع أن ذلك التدخل جاء في «الرمق الأخير» إلا أن نتائج التحقيقات التي خرجت بها لجنة تقصي الحقائق، وما اتخذ حيالها من قرارات كانت في محصلتها تبعث من الآمال والتطلعات لدى كل الاتحاديين الغيورين، ما هو أبعد بكثير من الاكتفاء بإقصاء الإدارة السابقة وإدانتها بكل الكوارث التي اقترفتها بحق النادي، دون أن تكفل تلك الإدانة إلزام «الجاني» بتحمل تبعات ما جناه، بل ترك ليمارس الفرجة على الضحية وكأن شيئا لم يكن!!. ** وفي المقابل وعلى النقيض تماما، لم ولن تنسى هذه الجماهير الوفية، ولكن «ببالغ الغبطة والاعتزاز والامتنان» للإدارة الحالية بشكل عام ولرئيس النادي إبراهيم البلوي، وللعضو المؤثر المشرف العام على فريق كرة القدم منصور البلوي بشكل خاص، كل ما قدم ويقدم من الجهود المضنية والعمل الدؤوب والبذل السخي، والحراك النازف والهادف الذي يتواصل بوتيرة متسارعة ومتصاعدة على مختلف المستويات في سبيل انتشال النادي في أنقاض الديون والدمار الشامل الذي خلفته الإدارة السابقة. ** وكيف لهذه الجماهير المنصفة أن لا تدين لهذه الإدارة بالفضل بعد الله في إنقاذ النادي مما بلي به، من خلال ما تواصل تقديمه من عظيم الدروس النموذجية والعملية في معنى القيادة والمسؤولية والأمانة والانتماء، هذه الدروس لم تقتصر على مئات الملايين التي لم تبخل ببذلها في سبيل تخليص النادي من أكثر المخاطر التي تحيط به من جهة، و«لترميم» الفريق من جهة أخرى، بل تضمنت الدروس ما لم يكن مسبوقا وهو ما تمثل في مقترح التمويل الذي فطنت الإدارة لتقديمه وحظي بموافقة الرئاسة لأنه مقترح صائب ومعمول به في عالم الاحتراف «المتكامل»، وعلينا أن نلتمس العذر لمن ظن بقصد أو بغير قصد أن الرئاسة تحملت سداد ديون الاتحاد، ذلك لأن مثل هذا المقترح لا يلم به إلا رواد ثقافة إدارة الأزمات، وعلم يا معلم، والله من وراء القصد. تأمل: من يسأل الجراح عن جور الجروح؟!. فاكس: 6923348