كان جالسا على أريكته الخشبية التي صنعها بنفسه في يوم من الايام من شجر البلوط الذي قطعه من الغابة نعم كان وحده في كوخه الصغير وسط المزرعة التي لم تعرف طعم الماء منذ ايام مضت. يتأمل النار المشتعلة في الموقد ينتظر ان تلتهم الخشب المقطع الذي يضعه مرة بعد مرة. لقد امضى خمسة ايام منذ ان رحلت بقرته الى تحت الثرى وهو على هذه الحالة يتناول القهوة ويتأمل شرر النار المتصاعد من الموقد. يحس بأن الحياة قد انتهت، شعوره بالحزن ينسيه جميع لحظات السعادة التي امضاها سابقا. اخذ يتساءل في نفسه ما الذي انتظره؟ ماذا سأفعل؟ أسئلة كثيرة تتضارب في مخيلته لايجد لأي منها اجابة مقنعة. لفت انتباهه صوت اعتاد على سماعه انه صوت الكلب الذي يقتنيه في مزرعته، والذي بطأت خطواته وقلت حركاته، لربما شاب او فقد الامل هو الاخر مثل صاحبه؟ لا أدري! لكن الذي اعرفه انهما يشتركان في عدم وصول الطعام الى جوفهما منذ ايام طويلة. شرد الرجل بتفكيره يتساءل فيما سيحدث لهم بعد ان احس بقدميه قد أصبحتا جزءا لايتجزأ من الارض. اصبح حاله مثل ذلك الخشب المحترق في الموقد، انه يحترق الما لموت بقرته التي كانت تعينه في بعض الامور، ففي كل صباح يتناول حليبها، تساعده ايضا في اعمال حقل المزرعة الذي اشد جفافه لدرجة ان الطيور التي كانت لاتدع حبات الذرة على حالها لم تطق ان تهبط بأجنحتها على ارضيته. قام يحدث نفسه (انهض يا سمير هيا لاتجعل الدنيا تقظي عليك املأها بالامل والحيوية قبل ان تملأك بالحزن ويسيطر عليك الهم والكدر) صرخ بأعلى صوته (آه) كم الحياة جميلة، لكن ال... البقرة لقد رحلت. ماذا عساني ان افعل؟ نسي الموقد بدأ ضوء النار يتضاءل اصبح المكان يسيطر عليه الظلام شيئا فشيئا... ما الذي يحدث بدأت العتمة تملأ المكان؟ انطفأت النار ومازال غارقا في التفكير. @@ محمد عبدالواحد امان @ من المحرر سرد يؤكد قدوم موهبة ووعي بالقصة القصيرة فاستمر.