بعينين حمراوين وجسد مترنح جراء استنشاق الغازات، يباشر العديد من العاملين مهامهم في نقاط تعبئة أسطوانات الغاز داخل الأحياء السكنية دون أدنى اكتراث لمتطلبات وشروط السلامة أو استخدام معدات حديثة للتعبئة، أو حتى ارتداء ملابس مناسبة لهذا العمل. الوضع الحالي للعاملين في نقاط تعبئة أسطوانات الغاز يتطلب وقفة جادة من الجهات المعنية لاسيما أنهم يعملون داخل الأحياء السكنية ما يعني وجودهم كقنابل موقوتة تنتظر الانفجار في أقرب فرصة. وفي هذا الإطار، انتقد سعد عبدالله الطريقة البدائية التي يتبعها العاملون في مراكز تعبئة الأسطوانات جراء جهلهم وعدم وجود مشرفين على أعمالهم. وقال من المفترض أن لا يعمل في مواقع تعبئة الغاز سوى عمال مدربين ومختصين بهذا العمل لأن أي طريقة خاطئة في التعامل مع الأسطوانات والغازات المنبعثة منها قد تحدث كارثة لا يحمد عقباها داخل الأحياء السكنية. وأضاف: يجب على الدفاع المدني والجهات المعنية الوقوف على وضع محلات تعبئة أسطوانات الغاز وإغلاق المخالف منها وفرض غرامات مالية على ملاكها. وأشار إلى أن العاملين في مواقع تعبئة الأسطوانات يتخذون من غرف معدة بطريقة بدائية مكانا لإعادة تعبئة أسطوانات النصف كيلو الشهيرة بالأسطوانات الزرقاء، ففي الغرف الصغيرة ذات الإنارة المنخفضة تقبع أربع أسطوانات مقلوبة رأسا على عقب وموصولة بخراطيم يتم إيصالها بالأسطوانات المنتهية وإعادة تعبئتها، ومعيار امتلاء الأسطوانة الزرقاء هو خروج الغاز بشكل كثيف منها. وذكر ماجد بخاري أن العاملين في محلات تعبئة الأسطوانات يبدون في حالة عقلية غريبة جدا متأثرين بكميات الغاز الكبيرة التي يستنشقونها يوميا، مشيرا إلى أن تعبئة الأسطوانات الزرقاء بطريقة بدائية قد يتسبب في انفجار حي سكني كامل، ولولا ستر الله لشهدنا الكثير من الكوارث بسبب هذه الطريقة البدائية في التعامل مع هذه القنابل الموقوتة. وقال: ماذا لو حصل تماس في الكهرباء بسبب الإنارة السيئة داخل الغرف الضيقة، وماذا لو قام أحد العمال برمي الأسطوانة الفولاذية على الأرض وتسبب ذلك بشرارة؟ ماذا لو قام أحد المستهترين بإشعال سيجارة أو رميها في الموقع بعد الانتهاء منها بغرض المغامرة كل تلك السيناريوهات قد تتسبب في كارثة حقيقية وبعدها ستمنع هذه الطريقة البدائية في إعادة تعبئة الأسطوانات الزرقاء الصغيرة. من جانبه، أكد أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي أن التسربات الناتجة من الأسطوانات في محلات الغاز قد تزيد من نسبة الميثان في الأحياء السكنية خاصة أن الغاز ليس له رائحة وعليه سوف يتسبب بأمراض عضوية أبرزها السرطان، وسوف يتأثر منها الأطفال والمسنون بشكل مباشر، وينبغي من الجهة المتخصصة رصد نسبة الميثان في الأحياء التي تتواجد فيها تلك المحلات، مشيرا إلى أهمية إغلاق المحل إن تجاوزت نسبة الغاز الخط الأحمر عبر الأجهزة المتخصصة في ذلك. وقال الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان: هناك اشترطات للسلامة تقع على عاتق محلات الغاز ومن أهمها أن تكون على شارع تجاري وأن لا تقارب التجمعات التجارية وأن تكون بمساحة 400 متر مربع وأن تكون مغطاة بهنقر بنسبة 80% وأن يكون الموقع مكشوفا في الهواء الطلق وهي تقريبا نفس اشتراطات الأمانة هذا في حال حصول المستثمر على موافقة من شركة الغاز، وإضافة إلى اشتراطات الأمن والسلامة هناك اشتراطات مخصصة من قبل شركة الغاز حول تعبئة الأسطوانات، وأشار إلى أن هناك عملية تفتيش دورية تتم من قبل الدفاع المدني للتأكد من وسائل الأمن والسلامة من طفايات الحريق ومصدر المياه المخصصة للطوارئ.