قال مواطنون التقتهم ال(البلاد): إن اسطوانات الغاز في بيوتنا هي بمثابة قنابل موقوتة يمكن لها أن تنفجر وتدمر وتقتل وتصيب في أي لحظة، وأنها تشكل خطرا قريبا من أطفالنا ونسائنا وخدمنا، وقالوا: هذه الحقيقة أو إن شئت القناعة تعززت أكثر بعد حادثة انفجار محتوى ناقلة الغاز في الرياض مؤخرا، حيث بدأ عدد غير قليل من المجتمع يميل وبشكل أكبر إلى تبني فكرة التعامل مع شبكة عامة للغاز، تصل الى كل بيت من بيوتنا وإلى مطابخنا ومطاعمنا وغيرها، لجهة أن شبكة الغاز أكثر مأمونية وأقل خطورة من اسطوانات الغاز التقليدية.. هنا مجمل تحقيقنا الصحفي في هذا الاتجاه... نحتاج شبكة غاز يقول محمد الغامدي: الحاجة ماسة الى شبكة غاز، بل الى شبكات غاز في كل مدننا السعودية، ومن الغريب ألا يكون عندنا هكذا خدمة ونحن دولة نفطية، في حين أن مثل هذه الخدمة موجودة في بلاد غير نفطية وفقيرة. وقال لعل هذا المطلب المهم يتحقق، خصوصا بعد أن قرأنا قبل أيام ما كشف عنه سمو أمير منطقة الرياض بالنيابة الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز عن دراسة لإنشاء أنفاق لشبكة الغاز في أحياء العاصمة قريبا للتغلب على مخاطر نقل الغاز داخل المدينة. وقال: اننا نتمنى سرعة البدء بهذه الخدمة، ولنا في الواقع عبرة بالحادث الذي شهدته العاصمة الرياض (انقلاب صهريج ناقلة غاز طبيعي) ما أدى إلى تسرب الغاز ونشوب حريق نتج عنه خسائر في الأرواح والممتلكات، حيث وصل عدد الوفيات إلى (22) شخصاً، وعدد الإصابات (133) مصاباً. خطر الناقلات وقال المواطن أحمد السلمي: الغاز حاجة مهمة للناس وهو في كل بيت، بل بمعدل اسطوانتين او ثلاث في الشقة السكنية الواحدة، كما ان شاحنات الغاز لابد ان تدخل المدن لتزودها بالغاز يوميا، وتلك الناقلات الضخمة هي بمثابة خطر عظيم يتنقل امامنا وعلى مقربة منا بل وفي داخل الاحياء وعبر طرقاتنا جنبا الى جنب معنا ونحن نقود سياراتنا. واضاف إذا اردنا التأكد فلنقرأ بيان مدير شركة الغاز الأهلية بعد حادث الرياض الاخيرة، ففي البيان اشارات مثل: (اجتمعت الظروف وحصل الانفجار، والسائق لم يكن مخالفاً في وقت دخوله لمدينة الرياض، كما أنه لا يستطيع مكافحة الحريق بنفسه وتجنب الموقع إلى منطقة بعيدة عن تيار الهواء) ثم أنظر لحاجتنا المهمة للغاز عندما أضاف مدير شركة الغاز قائلا: (مؤكداً أن الشركة تعمل على إيصال80 ألف صهريج غاز للسكان ولا يمكن أن نتوقف، ولو أوقفناها يوماً واحداً لانقطع الغاز عن مدينة الرياض). خطر الاسطوانات وقال المواطن علي عثمان: إن من يقرأ في الصحف عدد الحوادث التي نتجت عن انفجار اسطوانات الغاز في البيوت والمطاعم للعام الأخير فقط، يجد أنها تحولت الى قضية كارثية بكل معنى الكلمة، فقد نجم عنها موت وإصابات وتلفيات مادية، وكل ذلك يمكن تلافيه بحول الله تعالى فيما لو تحولنا كمجتمع الى نظام شبكة غاز عامة بدلا من هذه الاسطوانات المزعجة، وقال: ان سائقي شاحنات الغاز الذين يمدون المدن يوميا بشحنات الغاز – وهو مهم لحياتنا - لا يمكن ضبطهم بمواعيد سير ولا اتجاهات طريق، ففي حادثة الرياض الاخيرة مثلا قرأت لمرور الرياض تصريحا مفاده: (.... السائق لم يكن مخالفاً وقت دخوله مدينة الرياض، ونحن حددنا وقت دخول الشاحنات وهناك مناطق فرز، والمخالفات واردة في هروب السائقين داخل الأحياء وبين المنازل، والطرق الدائرية لديها خط خاص لسير الشاحنات). قنابل موقوتة إلى ذلك يقول الكاتب سليمان بن عبدالله الرويشد في مقال له: إن أسطوانات الغاز تلك هي بالإضافة لما توصف به من أنها قنابل موقوتة في مدننا، هي مظهر تخلف في شوارعنا من خلال مراكز بيع تلك الإسطوانات، وشاحنات نقلها وتوزيعها المتهالكة للمنازل والمطاعم والورش وخلافها، فدول العالم المتقدم، بل وعدد من الدول المحيطة بنا لم تعد تستخدم ذلك الأسلوب في نقل وتوزيع هذا النوع من الطاقة للمستفيدين، حيث استعاضت عنه بشبكة تمديدات حديثة تحت الأرض، أو على الأقل شرع البعض منها في البدء بتنفيذ خطة تتعلق بهذا الشأن ليستكملها على مراحل عاماً تلو آخر، كما نرى ذلك في دول شقيقة مثل قطر، والأردن ذات الموارد النفطية المحدودة، وكذلك مصر ذات التعداد السكاني الكبير والمساحة الشاسعة التي تنتشر عليها العديد من المدن. ويواصل الرويشد: إن شبكة التمديدات الأرضية للغاز الطبيعي في المدن هي أكثر أماناً من أسلوب إيصال الخدمة عبر إسطوانات (البوتوغاز)، بل لهذه الشبكات تقنيات متقدمة تتيح إمكانية قطع التغذية عن الجزء الذي يوجد به تسرب من مركز الإمداد لهذه الخدمة، ويضيف: إن تحقق وجود تلك الشبكة للتغذية بالغاز الطبيعي في مدننا سوف يتيح فرص عمل جديدة لأبنائنا، ويتيح الاستغناء عن أعداد كبيرة من العمالة الوافدة في مجال النقل والتوزيع وفق الأسلوب الحالي المتبع كما سيخفض من مخاطر الحريق في المنازل، بل وسيخفف المعاناة على المعوقين والنساء وكبار السن والمقيمين في المباني السكنية ذات الأدوار العالية من نقل أسطوانات الغاز من حين لآخر هذا بخلاف التخلص من المظاهر السلبية وغير الحضارية لمواقع تعبئة وتوزيع أسطوانات الغاز، فمتى يكون العام المستهدف لإخلاء مدننا من إسطوانات وصهاريج الغاز..؟ سؤال نطرحه على المجلس الاقتصادي الأعلى على ضوء الدراسة المعلن عنها التي رفعت للمجلس في هذا الشأن من وزارة البترول والثروة المعدنية. لا عذر لنا ويرى الكاتب عبدالله محمد الناصر في مقال له ايضا في هذا الخصوص انه في معظم أنحاء العالم وحتى في الدول الفقيرة يمدّ الغاز إلى البيوت بواسطة الأنابيب مثل الماء تماماً، ونحن ممن يصدر الغاز إلى العالم لا نزال ننقله إلى مدننا وبلداتنا عبر وسائل النقل المتحركة، ولا نزال نستعمل داخل بيوتنا أسطوانات الغاز، هذه القنابل الخطرة التي ينام عليها أطفالنا وتحت مسؤولية وتصرف خادمات وعاملات هن من يتصرفن في شؤون المطابخ، ما ظنكم لو سهت شغالة أو نسيت إغلاق الفرن ونامت ألن يسبب ذلك كارثة إما عن طريق الموت بالاختناق، أو الانفجار عند قدح أية شرارة..؟! إن ترك الأمور تسير على هذا النحو أمر مثير للقلق والخوف، وتعريض المواطن للمخاطر، والفجائع.. بل إن ترك مثل هذه الشاحنات الضخمة حرة طليقة تسير وفق إرادتها قد يسبب خطراً وطنياً، فمن ذا الذي يستطيع أن يمنع متهوراً أو مخرباً أو مجرماً أو مسطولاً من تفجر ناقلة في أي مكان حيوي من الوطن لا قدر الله.. خاصة وأن معظم من يقودونها هم من العمالة الوافدة التي لا ندري ماذا تحمل، وماذا تبطن، وكيف تفكر؟ هذا بخلاف مخاطرها في الطرقات الطويلة أو العامة، حيث النوم، والاعياء، والتعب وربما تعاطي بعض الأشياء التي تخل بالتوازن والقدرة على التحكم في القيادة.. مسلسل حوادث الاسطوانات وبالعودة الى ابرز الحوادث التي جرت – فقط - مؤخرا من جراء اسطوانات الغاز المنزلية، بحسب ما نشرت عنه الصحف المحلية، نجد اننا قرأنا في يوم الاحد 19 ذي الحجة 1433ه: استيقظ سكان حي الصحافة بشمال مدينة الرياض صباح أمس على صوت انفجار أنبوبة غاز في أحد المنازل الواقعة بالحي؛ حيث أدى الحادث إلى سقوط أحد جدران المنزل، وتطاير الشبابيك الزجاجية. ونجت العائلة القاطنة بالمنزل والمكونة من خمسة أفراد من آثار انفجار الأسطوانة، وتسبب الانفجار في سقوط المطبخ الخارجي بالمنزل، إضافة إلى غرفة مجاورة، والحائط الخلفي للفيلا، مع جزء من فيلا مجاورة تحت الإنشاء، وتضرر فيلا جار آخر، إلى جانب تكسر زجاج الفلتين. وذكر صاحب المنزل المواطن سلمان بن سلمي، أنهم تفاجؤوا بدوي انفجار شديد مع الفجر وكان جل أفراد عائلته يغطون في النوم ولم يستيقظوا بعد، ومع لحظة الانفجار هرعوا إلى خارج المنزل ليبادر بإبلاغ غرفة عمليات الدفاع المدني. وشدد مسؤول في إدارة الدفاع المدني، على ضرورة إجراءات السلامة من مخاطر الغاز في كل المنازل، لافتا إلى وجود أجهزة لكشف الغاز بالسوق تستوجب تركيبها في كل منزل. وطالب ببقاء أسطوانة الغاز خارج المبنى بشكل مستمر وحظر دخولها البيت تحت أي أسباب تستدعي ذلك، واللجوء إلى التمديدات، لأن ذلك يخفف الأضرار، ولكن لا يمنعها نهائيًا، وأضاف أن الدخان لا يقل خطورة عن الغاز، وأن هناك وفيات كثيرة نتيجة الاختناق، وليس فقط الحريق عند وقوعه. السنابس بالقطيف اما في يوم 28 رمضان 1433ه.. فطالعنا التالي: أدى انفجار اسطوانة غاز في منزل في بلدة السنابس التابعة لجزيرة تاروت (محافظة القطيف) إلى إصابة أب وأم بحروق، فيما نجا بقية أفراد العائلة المكونة من ستة أشخاص من الانفجار. وأفاد شهود عيان بأن الانفجار بسبب أسطوانة غاز تابعة للمنزل، وأنه خلف دمارا هائلا إذ انهار جزء منه. وأصيب قاطنو الحي بالهلع الشديد جراء الصوت والاهتزازات الكبيرة في بناياتهم المجاورة، وانهار المبنى بشكل مفاجئ وسريع مخلفا ركاما، ما استدعى دخول الجيران للمنزل على الفور لمساعدة أفراد العائلة على الخروج منه. حوض وانيت وفي يوم الاربعاء 15 ذي الحجة 1433ه قرأنا: كتب القدر حياة جديدة لركاب سيارة اشتعلت أمس على طريق الجروف أحد المسارحة، وذكرت المعلومات أن السيارة احترقت إثر انفجار اسطوانة غاز في الحوض الخلفي، وفي لحظة الانفجار أطلق السائق ومرافقوه سيقانهم للريح نجاة بأرواحهم. سلطات الدفاع المدني أخذت علما بالحادث وتحركت إلى الموقع فرقة إطفاء لكن النيران كانت أسرع والتهمت أجزاء كبيرة من السيارة وسط تجمهر كبير من المارة والفضوليين. حي الوزيرية وفي يوم 24 – 6 – 2012 طالعنا: تسبب انفجار (اسطوانة غاز) في ساعة متأخرة بأحد المطاعم الشعبية بحي الوزيرية في جدة بوقوع عدد من الاصابات، حيث تم على الفور تحريك الفرق اللازمة والمساندة لموقع الحادث كما تم تمرير المعلومة الى الشؤون الصحية والهلال الاحمر وبالوصول للموقع تبين وقوع انفجار لحظي مما أدى إلى اشتعال النار في المطعم الذي تقدر مساحته ب150م2. وباشرت فرق الإنقاذ عملية اخراج المصابين والبحث عن محتجزين بينما باشرت فرق الحريق إخماد النيران المشتعلة بالمطعم، ونتيجة للانفجار الذي سمع دويه خارج المطعم نتج عنه اصابات بين زبائن المحل والعاملين فيه وكانت الاصابات عبارة عن حروق متفرقه من الجسم وتم اعلان بلاغ طبي أحمر وتم اسعاف ونقل المصابين حيث تم نقل 17 إصابة إلى مستشفى الملك عبدالعزيز وتم نقل (6) إصابات إلى مستشفى الملك فهد بينما نقل اصابة الى مستشفى الثغر وهي الاصابة الاخطر بين الإصابات ال 24، وتبين ان سبب الحريق انفجار غاز من إحدى اسطوانات غاز البروبان اثناء تواجد عدد من الزبائن والعاملين في المطعم مما أدى إلى وقوع الإصابات، وتم تسليم الموقع إلى مندوب بلدية الجامعة ومازالت التحقيقات ومتابعة المصابين مستمرة. مطعم الطائف وفي يوم 10 – 10 – 2012 قرأنا: تعرّض ثلاثة من عُمال أحد المطاعم بالطائف لإصاباتٍ؛ إثر انفجار أسطوانة غاز بالمحل الذي يعملون به أمس، وقد تواجدت فرق الدفاع المدني، وجرى نقل المُصابين للمستشفى عن طريق إسعافات الهلال الأحمر. وكانت فرق الدفاع المدني بالطائف وبقيادة مدير الإدارة العميد فايز بن صبيان العتيبي، قد باشرت حادث الانفجار اللحظي لأسطوانة غاز داخل مطعم كشري واقع بحي الشهداء الجنوبية. وأشار إلى أنه نجم عن الحادث ثلاث إصابات لعمالٍ من جنسياتٍ عربية تم نقلهم بواسطة الهلال الأحمر لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصّصي بالطائف لتلقي العلاج وغادروا وهم بصحة جيدة ولله الحمد. وأكد الملازم أول الحمياني، أنه تبيّن من خلال المعاينة وإجراءات التحقيق، بأن الحادث ناجمٌ عن تركيب الوصلة التي تربط منظم الغاز بالأسطوانة بشكلٍ خاطئ ما أدّى لتسرُّب الغاز وحدوث الانفجار اللحظي. شرارة الكارثة من جانب آخر يؤكد المتخصصون أنه عندما يتسرب الغاز الى المباني المقفلة، ثم تحدث شراره ناريه خارج المبنى فإن الغاز المحاصر داخل المبنى ينفجر ليحدث دمارا بالمبنى، وهذا دائما يحدث في مطابخ المنازل، عندما يترك غاز الفرن يتسرب داخل المطبخ ودواليبه، ثم يأتي تعيس حظ الى داخل المطبخ ويحدث شرارة، فالنتيجة انفجار الغاز المحصور داخل دواليب المطبخ ليحدث دمارا كبيرا بدواليب المطبخ. طريقة بدائية وخلال جولة ال(البلاد) رأيت في حي مشرفة بجدة بائع غاز تقليدي يسوق اسطوانات الغاز على دراجته، في مشهد متكرر منذ أكثر من 30 عاما، حيث يقوم أحد العمال الاجانب بحمل اسطوانتين على دراجته الهوائية، ويجول بها وسط الاحياء وكأنه (مسحراتي).. واللافت أنه يظل يجلد ظهر احد الاسطوانتين اللتين يحملهما بمفتاح حديدي كبير، امعانا في تحقيق حضوره اللافت، حيث ينتج عن الطرق صوت مزعج ومجلجل يصل إلى اعماق البيوت، في اشارة من ذلك العامل على أن موزع الغاز التقليدي (الفلكلوري إن شئت) قد صار قريبا من البيوت. وقد استوقف أحد أولئك – وكان من الجنسية الباكستانية - وسألته، فقال: أنا أبيع الاسطوانة الواحدة ب 25 ريالا (بفارق عشرة ريالات عن السعر الرسمي) وابيع في اليوم قرابة ست اسطوانات، ومنذ فترة طويلة وأنا أقدم خدماتي لبيوت هذا الحي الواسع.