ماذا يعني وجود محلات بيع وتوزيع أسطوانات الغاز وسط الأحياء السكنية المكتظة بالسكان في وسط أبها؟ وكيف ينظر إليها الأهالي؟ خصوصا أن الكثير منها تنعدم فيها اشتراطات السلامة، وبالتالي ماذا يقول الدفاع المدني وشركة الغاز نفسها عن هذا الموضوع؟ إذ يقول أهالي الأحياء أن أسطوانات الغاز في هذه المحلات تشكل قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت لتخلف كارثة كبرى. «عكاظ» رصدت في جولة لها في أحياء المنسك، والموظفين، وشمسان، والنميص، والخالدية عددا من محلات بيع الغاز، بعضها يوجد فيه طفايات قديمة ومتهالكة وقد حاصرتها خيوط العنكبوت كدليل على قدمها، وبعضها معلق على جوانب المحلات كديكورات فقط دون تعبئتها وصيانتها بشكل دوري ومنتظم. واستطلعت «عكاظ» خلال جولتها آراء الأهالي حول خطر هذه المحلات، كما حملت مخاوفهم إلى الدفاع المدني وشركة الغاز، اللذين أكدا أن الخطر موجود ولكن التشدد في تطبيق إجراءات السلامة يبعد هذا الخطر. وأكد أهالي هذه الأحياء أن وجود هذه المحلات بين المباني السكنية، يهدد بوقوع كارثة فيما لو اندلع فيها حريق لا سمح الله. وقال زاهر محمد: إن خطورة هذه المحلات في وسط الأحياء كبيرة جدا، خصوصا عند الحريق، مطالبا الجهات المعنية في جهاز الدفاع المدني بضرورة تشديد الرقابة والجولات التفقدية لمتابعة وضع طفايات الحريق وأدوات السلامة، مشيرا إلى أنه لو اندلع حريق لا سمح الله في أحد هذه المحلات لتحولت الاسطوانات الموجودة فيها إلى قنابل يؤدي انفجارها إلى كارثة كبيرة. أما عبدالرحمن الأسمري فقال: إن الجهة التي رخصت لهذه المحلات في البلديات والدفاع المدني هي الأخبر والأدرى بخطر هذه المحلات، مشيرا إلى أن هناك محلات لبيع الغاز وضعت في أماكن واسعة وشوارع متسعة ولها عدة مخارج ومطبقة لاشتراطات الحماية والسلامة، كما أن هناك محلات ضيقة يصعب الوصول اليها حتى بالسيارات الصغيرة، متسائلا كيف يمكن أن تصل سيارات الإنقاذ والإطفاء إلى المكان وقت حدوث حريق ومباشرة الحادث لا سمح الله؟. من جانبه قال يحيى محمد العسيري إننا كمواطنين لا نريد إبعاد هذه الخدمة اليومية عن الأحياء لأنها لو أبعدت ستكون هناك معاناة في البحث عن الغاز في أماكن بعيدة، لكننا نريد فقط تطبيق الاشتراطات اللازمة للسلامة، وأن لا يرخص لهذه المحلات إلا في أماكن مفتوحة وواسعة في وسط الأحياء مع توفر عدة بوابات ومخارج لها. وأبدى كل من منيف حمد الشهري وعبدالرحيم القحطاني تخوفهما من هذه المحلات التي تتوسط الأحياء بعد كارثة شاحنة الرياض التي راح ضحيتها عدد من الأنفس البريئة وخلفت دمارا شاملا في رقعة كبيرة من الأرض، متسائلا عن مصير الحي فيما لو، لا سمح الله، حصل حريق وانفجار لهذه الاسطوانات. إلى ذلك قال مدير عام الدفاع المدني في منطقة عسير اللواء محمد بن رافع الشهري إنه نظرا للتخفيف على المواطنين وضرورة أن تكون خدمة الغاز قريبة من السكان، فإنه لا نية لنقل محلات بيع الغاز من وسط الأحياء، ولكنه أكد أن هناك جولات ميدانية للدفاع المدني لمعاينة وسائل السلامة في هذه المحلات وضرورة توفرها وجاهزيتها للاستخدام. وأشار إلى أن هناك أوامر وتعليمات صارمة في ما يخص الاسطوانات التالفة والمتهالكة، بضرورة إزالتها وعدم بيعها في هذه المحلات وإعادتها إلى الشركة المصنعة لإعادة تدويرها وصيانتها من جديد لكي لا تشكل خطرا سواء كانت في المحل نفسه أو عند المستهلك. إعادة التالفة أكد مدير عام الشركة الأهلية للغاز في المنطقة الجنوبية المهندس خالد العمري أن الاسطوانات التالفة تعاد إلى المصنع في الرياض، حيث تتم إعادة صيانتها وطلائها وصيانة مقابضها وصماماتها وقاعدتها مجانا ومن ثم إعادتها إلى المحلات، وفق أنظمة أمان عالمية معمول بها في هذا المجال بحيث لا تتم تعبئة أي اسطوانة أو إخراجها عن طريق الشركة إلا إذا كانت صالحة للاستخدام وآمنة.