لم يكن يخيل لكثير من محبي نادي الربيع أن يشيد مقره الجديد على أنقاض تاريخ رياضي عريق يتمثل بملعب الصبان في مدينة جدة، الذي كان «يوما ما» مكانا لميلاد الرياضة السعودية وشاهدا على أهم مراحل تكوينها الأولى، فقدر لثالث أندية عروس البحر الأحمر أن يحظى بعراقة المكان التاريخي ليكون مسرحا جديدا لمواجهاته في المسابقات المحلية، بعد أن طالته يد الاهتمام وناله الدعم القوي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أخيرا، في وقت كان يعاني أزمات مالية عدة ويفتقر لأساسيات الأندية المتوسطة، رغم أنه ثالث ناديين جماهيريين في جدة ويقع في واحدة من أكثر المدن سكانا وأوفرها بالمواهب والنجوم والأضواء، ما جعل من هذه الخطوات أمورا مبشرة بنهضة جديدة لهذا النادي الذي يمر حاليا بمراحل متغيرة على عدة نواح واتجاهات، وهو ما يعززه حديث رئيسه أحمد البعداني الذي يراهن على أن مستقبل الربيع سيكون ربيعا زاهيا في السنوات القليلة المقبلة. «عكاظ» زارت الرئيس وتجولت بالنادي ووقفت على هذه التغييرات والتطورات التي طرأت عليه، وسلطت الضوء على تاريخه العريق ومستقبله المنتظر، فإلى محصلة هذه الزيارة وما تحدث به القائمون على النادي: يلقب محبو الربيع ناديهم بربيع جدة من قبيل التباهي بكونه جمع عدة أندية صغيرة تحت مظلته في العام 1388ه، لكنه في واقع الحال لم يكن كذلك وفق الأرقام والإحصائيات والإمكانيات بل ظل أكثرها فقرا على كافة المستويات، ولم يحقق تبعا لذلك أي منجز يذكر رغم تأسيسه قبل أكثر من 45 عاما، الأمر الذي أثار التساؤلات حول قلة الدعم له رغم أنه الجار الثابت لقطبي عروس البحر الأحمر والضلع الثالث فيها، وخلال تاريخه القديم لم يحقق أي بطولات وأقصى إنجازاته تأهله عام 2006 لأول مرة في تاريخه من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية، واستفادته من مركزه الثالث في دوري الدرجة الثانية بعد قرار زيادة أندية الدرجات المختلفة والدرجة الأولى تحديدا إلى 16 فريقا، ما سمح بتأهله للدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه قبل أن يهبط لاحقا في نفس العام في أهم إنجاز تحقق له حتى الآن. يقول رئيس مجلس الإدارة أحمد البعداني عن النقلة النوعية التي يشهدها النادي: آن الأوان لأن يتنفس نادينا الصعداء، ويفكر بمنطقية في ترتيب أوراقه وبدء رحلة الصعود التي لطالما حالت الإمكانيات المتواضعة بيننا وبينه. وأضاف: أعادت قرارات الرئيس العام صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن مساعد الروح لهذا النادي، فباعتماده المشروع العاجل لمقر النادي على ملعب الصبان، ثم السماح للاعبي الفريق الاول بالتدريبات وخوض المباريات على ملاعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومنها الجوهرة، أصبحنا نشعر بأننا فريق قوي يمكن له أن يتدرب ويعمل وينافس. وأضاف: عانى الربيع كثيرا في السنوات الماضية، لم يكن له ملعب للفريق الاول وكانت ميزانيته تذهب كل موسم في استئجار الملاعب، وبهذا القرار وفرنا كثيرا من الصرف، وننتظر المزيد تجاه هذا النادي الجداوي الكبير، وليس مستغربا هذا الدعم من الامير عبدالله بن مساعد الذي يعمل على الارتقاء بسمعة الكرة السعودية وأنديتها. نقلة نوعية يضيف البعداني: اليوم نحن نترقب المقر الجديد، وانتقلنا من ملعب الصبان حيث المشروع الجديد لملعبنا إلى مبنى بالإيجار في حي الرويس، بعد الأمر بتحويل مقرنا السابق إلى مكتب رعاية الشباب في حي الحمراء، ونشكر الأمير عبدالله بن مساعد على اهتمامه بأندية المملكة عامة ومنها الربيع الذي يفخر بأن لديه أكثر من 600 لاعب مسجل في مختلف الدرجات والالعاب، وكانوا بحاجة إلى ميزانية ضخمة ودعم تيسير أمور النادي ونستبشر بعهده الجديد في حل الكثير من مشاكلنا. ومضى يقول: كنا نعامل لاعبي الربيع كما يعامل بقية لاعبي الاندية بمقدمات عقود جيدة ومكافآت مجزية في حالة الفوز احيانا تصل الى 4 آلاف و7 آلاف ومع ذلك لا يجد لاعبونا الاستقرار النفسي والفني بسبب عدم وجود ملاعب للنادي، استخدمنا ملعب الصبان نتدرب فيه عدة سنوات ومقرنا في داخل هذا الملعب الثري الذي شهد نجومية عمالقة اللاعبين الكبار في المملكة العربية السعودية بينهم سعيد غراب والنور موسى وعبدالقادر كتلوج ورئيس الاتحاد السعودي حاليا أحمد عيد وعبدالرزاق أبو داوود، حتى أصدر الرئيس العام السابق لرعاية الشباب الامير نواف بن فيصل قرارا بترك ملعب الصبان لتطويره ومن تلك السنة وفريقنا يتدرب على ملاعب بالايجار، وكان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الصعود للممتاز في 2003 و2004م، وقتها الربيع كان في الدرجة الاولى من اقوى الفرق لكن للاسف هبطنا للدرجة الثانية ومن ثم صعدنا للاولى وهكذا إلى أن وصل بنا الحال الى مصاف أندية الثالثة، وهذه المعاناة سببها قلة الدعم المادي وشح الملاعب. نشكر هنا الرئيس السابق للرئاسة العامة لرعاية الشباب على القرار، والرئيس الحالي الأمير عبدالله بن مساعد على الاعتماد والتنفيذ والمتابعة. بدوره قال مدير المشروع المهندس محمد كلكوش: العمل جار على قدم وساق وسيكون المقر متكاملا بكافة المرافق الخدمية، وحققنا نسبة جيدة بالطاقة الاستيعابية القصوى تلافيا لأي نقص ممكن في السنوات المقبلة. وأوضح أن صالة اللياقة ستكون مجهزة لمواكبة أي تدفق مضاعف بشكل يومي لتستوعب قرابة 250 فردا، ومرافق مجهزة للمدربين والإداريين في ملعب كرة القدم تتسع ل120 فردا، ولرواد الصالة الرياضية سيكون العدد بواقع 80 فردا في مقابل 100 فرد في صالة المسبح، أما ملعب كرة القدم فيتسع لقرابة 5 آلاف مشجع وعدد الجمهور في الصالة الرياضية المغلقة 240 فردا، كما جهزت المرافق لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة بمواصفات مطابقة لمعايير الفيفا، إضافة لمدرجات مظللة ومدرجات مكشوفة وصالة متعددة الاغراض وصالة مسبح ومسجد يتسع ل500 مصل وملاعب خارجية.. وتوقع أن تكون نهاية المشروع عام 2016. داعمون ومؤثرون حول استمراره في رئاسة النادي قال أحمد البعداني: أنا هنا لخدمة النادي ومن لديه القدرة للتقدم للرئاسة والدعم فأهلا به وسأضع يدي في يده للارتقاء بهذا النادي إلى أعلى مكانة في رياضتنا، لم يجد نادينا استقرارا بسبب قلة الدعم وعزوف رجال الأعمال عنه، ولكن سأذكر هنا الذين ساهموا في بقاء الربيع بدعمهم، يتقدمهم الأمراء؛ محمد العبدالله الفيصل، خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، الوليد بن طلال بن عبدالعزيز، وخالد بن محفوظ، العم محسن بامجلي ولا أنسى الداعم محمد بن عبود العمودي ونجله عبدالرحمن.. هؤلاء كانت لهم بصماتهم المميزة وجزاهم الله خير الجزاء عنا في وقفاتهم الصادقة. وحول الجمعية العمومية لنادي الربيع قال البعداني ستكون مع مطلع الموسم الجديد ومن لديه القدرة فليترشح وسنكون دعما وعونا له. وعن عدم ظهور الربيع في دوري الاضواء، قال: يعود ذلك لبعض العابثين الذين مروا على هذا النادي العريق خاصة من بعض الرؤساءالسابقين الذين لم يؤدوا المهمة بنجاح ولم يدعموه كما يجب. وأثنى على دور أعضاء مجلس إدارته بكر باقدو المشرف العام على الفريق الاول، سالم القاضي سكرتير النادي، وحيد جمجوم نائب الرئيس، إلى جانب الامين العام للنادي محمد صابر، أمين الصندوق فيصل الصيفي، ونبيل حامد، وقال إنهم قدموا عملا جبارا يشكرون عليه، ولولا الله ثم هم لما ظل الربيع صامدا وقويا.