يعد السوق الداخلي بجازان كما يحلو لأهلي جازان تسميته، المتنفس الوحيد لأهالي جازان ومحور اهتمامهم لمكانته التاريخية؛ ففيه يجدون رائحة الماضي الجميل، ومنه يتسوقون مقتنياتهم المفضلة من الأقمشة والعطور والملابس الجاهزة، ومتطلبات المنازل ذات العبق الشعبي والمفضل لديهم، والتي تغنيهم وتوفر لهم الوقت والمال عن زيارة الأسواق الحديثة. وفي هذا السوق الجازاني العريق، يجلس المتسوقون ليتجاذبوا أطراف الحديث، لتذكر الماضي الجميل لهذا السوق.. إلا أن ما يشوه جمال هذا السوق وتاريخه العريق، وجود عمالة وافدة مخالفة لنظام الإقامة والعمل من جنسيات مختلفة، تفترش بسطات وسط السوق وعلى أطرافه، من أجل بيع مأكولات غير صحية وملوثة، تلحق الضرر بالكثير من مرتادي هذا السوق، خصوصا الأطفال. غش.. وتلويث وأوضح المواطن جبريل حمود أنه من عشاق سوق جازان الداخلي، مشيرا إلى أنه السوق الشعبي الوحيد في المدينة، حيث لا تزال بعض الدكاكين في داخله تحتفظ بنكهة الماضي ورائحة ذاك الزمن الجميل، حيث تباع السلع التقليدية من أوان منزلية وأقمشة ومحتويات العطار. وأضاف حمود: «للأسف بدأ هذا السوق يفقد الكثير من رونقه، بسبب وجود عمالة مخالفة تفترش بسطات وسط السوق، حيث يبيعون سلعا مغشوشة لا تليق باسم وتاريخ السوق، ويقدمون أطعمة مكشوفة ملوثة تهدد صحتنا وصحة أطفالنا»، مشيرا إلى أنه لا توجد أي رقابة أو متابعة لهؤلاء، من أجل إبعادهم عن أجواء ومكانة هذا السوق التاريخي لدى أهل جازان. تشويه ماضي الأجداد من جانبه، قال منصور ناصر (متسوق منتظم للسوق مع أسرته): «سوق جازان الداخلي يحمل في طياته عبق الماضي الجميل، ومن بين جنباته عاش آباؤنا وأجدادنا أجمل سنوات حياتهم في عملية البيع والشراء، لذلك نزور هذا السوق باستمرار لقضاء حوائجنا المنزلية الأصلية، التي لا توجد إلا في هذا السوق التاريخي، ومنه نتذكر ما كان عليه الآباء والأجداد، في الزمن الجميل». وأضاف ناصر: «لكن مع الأسف تكاثفت داخل هذا السوق عمالة مجهولة تصنع الأطعمه والحلويات، في منازل مهجورة مليئة بالأوساخ والقاذورات، وتمارس البيع داخل هذا السوق دون أي رقابة أو سيطرة على بسطاتهم العشوائية داخل السوق وعلى أطرافه؛ ما جعل هذا السوق يفقد مكانته وطابعه الشعبي». لا رادع لهم أما المواطن حسين يحيى سالم فيقول: «سوق جازان الشعبي أو كما يحلو لأبناء وسكان جازان تسميته بالسوق الداخلي، هو مرتع لنا للتسوق وتبادل الذكريات الجميلة وملامسة لوحات الماضي الذي كان عليه أبناء جازان. ولا يزال السوق شامخا بتراثه وأصالته، حيث يتزاحم فيه المتسوقون من كل حدب وصوب للتسوق وشراء المقتنيات الخاصة، التي لا تتوفر بكثرة داخل المحلات المتراصة على أزقة ومداخل ومخارج السوق». وأضاف سالم: «ولوحظ أن هذا السوق بدأ يفقد بريقه، لحضور متكاثر لعمالة تفترش بسطات دون تراخيص، من أجل بيع سلع رديئة وأطعمة غير صحية، مستغلين زحام السوق لترويج بضاعتهم وبيع أطعمتهم الملوثة»، مشيرا إلى أنهم يمارسون البيع منذ فترة طويلة، ولا توجد أي جهة خدمية تمارس دورها لإبعادهم وتخليص السوق التاريخي ومرتاديه من تواجدهم غير النظامي. من جانبه، أكد طارق الرفاعي الناطق الإعلامي لأمانة جازان، أن تواجد أي بسطات عشوائية داخل الأسواق ممنوع حسب الأنظمة والتعليمات إلا بترخيص، ولذلك يعد من يفترش تلك البسطات مخالفا، وستقوم الأمانه بشكل عاجل بمتابعة تلك البسطات ومصادرتها وتطبيق النظام على القائمين عليها من العماله الوافدة، مع التنسيق التام بين الأمانة والجهات الأمنية.