ماذا نملك نحن المواطنون والرعايا وكثير منا لا يجدون حيلة في ما يحدث في ديار العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن ؟ بل نحن نملك أن نغير ذلك كله .. بالدعوات المخلصة إلى الله تبارك وتعالى أن يكشف الغمة عن المسلمين في كل مكان. إن قاعدة الخليقة منذ هبوط آدم عليه السلام إلى يومنا هذا تتمثل في الابتلاء .. والآيات في ذلك كثيرة منها : {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} .. { ولنبلونكم بشيء من الخوف ونقص من الأموال ومن الأنفس والثمرات وبشر الصابرين } .. { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} .. { لتبلون في أموالكم وأنفسكم } .. { أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } ..، بل وحتى قوله تعالى للحجاج والمعتمرين : { ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم }.. وما دام الابتلاء هو القاعدة فإنه لن يتوقف حتى قيام الساعة، وعلينا نحن أن نكون أهلا للمسؤولية التي حملنا الله إياها وهي الخلافة في الأرض وتعميرها.. وكل إنسان مسؤول وكل امرأة مسؤولة .. وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. كما جاء في الحديث الشريف. لكننا مهما كان عملنا حسنا في طاعة الله فإن الرعية لا يملكون تغيير النوازل التي نزلت بالشعوب المسلمة من إخواننا في البلدان التي ذكرناها إلا بالدعاء. آيات كثيرة تحض على الدعاء، فالدعاء يرد القضاء المبرم، وقال ربكم {ادعوني أستجب لكم } .. { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ }.. { ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين} .. {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم } .. وكم من قصة بل مئات القصص التي سمعناها من الماضي وفي الحاضر، تؤكد أن الله سبحانه يجيب دعوة الداعي إذا أخلص في دعائه. وقوله تعالى : { أمن يجيب المضطر إذا دعاه } ينطبق علينا هذه الأيام في هذه الظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. ورمضان مظنة الاستجابة.. فالواجب أن نلح في الدعاء فقد ورد في الخبر: أن الله يحب العبد الملحاح. فادعوا الله أن يفرج كربة المكروبين وينفس هم المهمومين .. وأن يجيب حاجة المضطرين إنه جواد كريم. السطر الأخير : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن مثل الزرع، لاتزال الريح تميله، ولايزال المؤمن يصيبه بلاء، ومثل الكافر مثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصِل»..