أختاه.. لدي شعور بأن قلمي سيقف عاجزا عن تسطير حقيقة مشاعري نحوك وأنا أعلم أن حزنك كبير ومسؤولياتك أعظم منه ولن تقفي عاجزة فقد استمسكت بحبل الله الذي لا ينقطع. التوحيد حبل الله المتين وقد قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) اختاه.. لن أطيل عليك فأنا أعلم أنه ليس لديك متسع من الوقت ولكن واجب الأخوة في الاسلام يحتم عليّ أن أكتب لك وأناجيك ولا أقف مكتوفة اليدين خاصة أن باستطاعتي تذكيرك بما لا أعتقد أنك قد غفلت عنه في حين غفلنا نحن حين ألهتنا الدنيا بمغرياتها فانجرفنا مع التيار دون أن نعي ذلك. ما أردت تذكيرك به عبارة عن أسلحة فتاكة ستعجز أمامها أسلحة الأعداء بجميع أنواعها. السلاح الأول: الصبر فقد قال المولى جل وعلا (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). السلاح الثاني: الدعاء.. الدعاء فأنت مضطرة والله تعالى يقول في محكم التنزيل (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) ولكن ادعي الله وأنت موقنة بالاجابة فهو سبحانه قريب يجيب دعوة الداع اذا دعاه بصدق وإلحاح.ولا تعجزي ولا تيأسي فإن الله يحب العبد اللحوح ولن يفوتك ذلك وأنت في قمة معاناتك تنظرين لأطفالك بعين دامعة وقلب مشفق رحيم. السلاح الثالث: التوكل على من بيده ملكوت السماوات والأرض فقد قال سبحانه: (ومن يتوكل على الله فهوحسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا). أختاه.. مرة أخرى أقول لك إنني لن أطيل عليك لعلمي بأن وقتك ثمين وجهادك عظيم ولكن ثقي بأن الله معكم وما الحرب إلا ابتلاء وامتحان لإيمانكم. نقطة أخيرة... قلوبنا معك أختاه ولا نملك إلا الدعاء ولكن من يدمن قرع الأبواب يوشك أن تفتح له بأمر الله فيخلصكم ممن ظلمكم في داخل البلاد وخارجها.