بدأ أخونا علي محمد حسون حياته قاصا يكتب قصصه من المدينةالمنورة لينشرها في جريدة المدينةالمنورة أو في غيرها من الصحف والمجلات وكان هو وحسين علي حسين كفرسي رهان ولست أدري أيهما أكبر عمرا من صاحبه، ثم اجتذبت الصحافة وهمومها الحسون فاختفى القاص من حياته وانشغل إلى حد ما بالصحافة لاسيما بعد انتقاله إلى مدينة جدة وتقلبه في العديد من المناصب القيادية في الصحف السعودية وكان آخرها ترؤسه لتحرير صحيفة البلاد - أقال الله عثرتها - وإشرافه على المجلة الموجودة المفقودة مجلة إقرأ. وقد وصلني أخيرا مؤلفه الجديد «شباك الذكريات» الذي أرخ فيه لرجال عاصرهم وعرفهم من المدينةالمنورة بعد أن نشر ذكرياته عنهم عبر حلقات أسبوعية في جريدة البلاد، وقد حظي المؤلف وكاتبه بمقدمة كتبها الصحفي الكبير الأستاذ محمد علي حافظ وهو أشهر من أن يعرف على الرغم من اعتزاله العمل الصحفي والإعلامي منذ نحو عقدين من الزمن مع أنه كان عند اعتزاله في قمة العطاء وفي قلب الأضواء. وعندما أطل الحسون من شباك ذكرياته على حياة أولئك الرجال المدنيين من أبناء طيبة حضر أسلوبه القصصي في رواية تلك الذكريات وسردها فكأنما خرج القاص من تحت الرماد وتوهج برهة من الزمن ليضيء تلك الذكريات الماتعة وقد عرف عن الحسون التزام الصمت عنما يحتدم الحوار حول شأن سياسي أو فكري وكأنه لا يرى ولا يسمع وربما همس لصديق حميم يحاوره برأي حول ما يدور يكاد يسمعه صديقه ولا يكاد من شدة خفوت صوت الحسون، هذا إن رأى أن الموقف يستدعى البوح برأي غير معلن، ويعتبر علي محمد حسون من أعلام المدينةالمنورة المعاصرين ولو فتح أحد أصدقائه المعاصرين شباكا على حياته الفكرية والاجتماعية لوجد فيها ما يستحق أن يروى!. وفي تسجيله لذكرياته حول الرجال الذين عرفهم وعاصرهم في المدينةالمنورة، فإنه لا يذكر اسم الشخصية التي يسجل الذكريات عنها إلا في السطر الأخير من ذلك التسجيل.. ولعله أراد من ذلك تعريف القراء بهم من خلال صفاتهم وأعمالهم قبل أن يذكر أسماءهم الكريمة.. أشكر له هديته وأتمنى أن يوفقه الله فيما يحبه ويرضاه..