استمرت سياسة الباب المفتوح التي انتهجها الملك المؤسس -طيب الله ثراه- في تجسيد حي على وحدة الوجدان الوطني وتقارب هموم القيادة مع نبض المواطن، وسار على ذات الدرب أبناؤه البررة.. وتظل سياسة الباب المفتوح نهج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله-، حيث ظل مجلسه على مدار أعوام طويلة عامرا ومفتوحا لاستقبال جموع المواطنين في أي مدينة يذهب إليها.. يستقبل أبناءه المواطنين والمقيمين في أجواء حميمية تسودها الألفة ويغلفها التقدير، ويحرص -أيده الله-، على استقبال تلك الجموع، حيث يعود عليهم اللقاء بأبلغ الأثر.. تخفيف لمعاناة من يدلفون إلى مجلسه، مثقلين بالهموم ومشكلات الحياة اليومية، فيخفف الملك الإنسان معاناة هذا، ويمسح على رأس ذاك في لمسة أبوية حانية، بعد أن ينصت باهتمام لشكوى كل فرد منهم على حدة، بعيدا عن مسمع الآخرين، حيث درج على الاطلاع على ما خطته أقلامهم على الصحائف التي يقدمونها، فيخرجون من مجلسه، وقد انقضت حاجاتهم وزالت همومهم، وتجدد الأمل لديهم بقدوم غد أجمل، رافعين أكف الضراعة إلى المولى -عزوجل- بأن يديم عليه الصحة والعافية. يعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من مؤسسي وداعمي سياسة الباب المفتوح، ويأتي ذلك النهج إيمانا منه بأهمية مد جسور التواصل بينه وبين أبنائه المواطنين والمقيمين، يتلمس حاجاتهم، وينصت باهتمام بالغ لهمومهم، ويعالج مشكلاتهم، ولذا كانت علاقته بهم وطيدة وراسية كالجبال، في مشهد لم نتعود أن نراه إلا في هذه البلاد العزيزة التي أنعم الله عليها بقادة درجوا على مد جسور التواصل مع الآخرين، وسعوا إلى توطيد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، منذ عهد الملك المؤسس - طيب الله ثراه - الذي جعل من تلك السياسة هدفا كبيرا، ليمد بذلك جسور التقارب والتواصل بين الراعي والرعية، حيث غرس النهج السامي في وجدان أبنائه البررة، الذين كانوا خير خلف لخير سلف، فساروا على خطاه. استقبال المقترحين والشاكين كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- قد قال: «إن الدولة دأبت منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله- على سياسة الباب المفتوح، وسار عليها أبناؤه من بعده، كمظهر من مظاهر الحكم في المملكة، وأضحت هذه المجالس المفتوحة صورة صادقة للعلاقة بين ولاة الأمر والمواطنين، فيحرص عليها المسؤول ويحتاجها المواطن والمقيم، وتعد مضمارا لاستقبال المقترحين والشاكين والتعرف على مشاكلهم والعمل على حلها وتلمس احتياجات الناس والنظر في أحوالهم، إيمانا بأنها أنجع وسيلة لتعزيز مبدأ الشفافية، والبناء الصادق بين المسؤول ومن يقوم بمراجعته لقضاء حاجته من المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى ما توفره لهذا الجهاز أو ذاك من أفكار ورؤى ومقترحات، إلى جانب ما يمكن أن تحدثه من انضباط وحرص على إنجاز كافة الأعمال في وقتها بكل دقة وأمانة وإخلاص من قبل جميع منسوبي الأجهزة».