الاحترام هو إحدى الصفات والقيم الأخلاقية الجميلة، ربما يحصرها البعض باحترام الأبناء للوالدين، أو احترام الصغار للكبار أو الطالب للمعلم. الاحترام أشمل من ذلك بكثير، حين يسود الاحترام في المجتمع يسود الأمن والسلام والتقدير وتختفي العنصرية. في الفجوة بين الأجيال مساحة للاختلاف واختبار لصفة الاحترام وقدرة الإنسان على احترام ثقافة الآخرين وعاداتهم وأسلوب حياتهم، من الطبيعي مثلاً أن يحدث اختلاف بين شاب وشخص كبير في السن حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو حول السفر أو ساعات النوم أو الأكل في المطاعم، الأب أو الجد الذي يحترم رغبة الشباب ولا يمنعهم من التكيف للمتغيرات الاجتماعية قد يتسم بالمرونة ويتكيف مع الأوضاع الجديدة ويشارك الشباب في فعالياتهم، ولكن إذا كان لا يرغب في تغيير ما تعود عليه فيجب احترام موقفه وعدم الضغط عليه أو السخرية من عاداته. أمر آخر في موضوع الاحترام هو الاحترام الفكري، في الحوار بين الأجيال حول قضايا فكرية واجتماعية وسياسية. يحدث تباين في الآراء والمواقف وهو أمر طبيعي ولكل جيل منطلقات وحيثيات مختلفة والاحترام مطلوب من الجميع، لا يمكن أن يحسم النقاش بكلمة شاب تنم عن عدم الاحترام حين يقول لمن يكبره في السن (خلاص أنتم تعداكم الزمن). في الحوارات الثقافية والاجتماعية والسياسية والرياضية يحدث حتى بين أشخاص من جيل واحد خروج عن الموضوعية ودخول في ساحة الشخصنة تقود إلى عبارات تعبر عن عدم الاحترام وتصدر من أشخاص يفترض فيهم أن يكونوا قدوة في الموضوعية، يحدث هذا أحياناً حتى في مناظرات سياسية قيادية في دول ترفع شعار الديموقراطية، كما يحدث في بعض البرلمانات حين يصل عدم الاحترام إلى تبادل اللكمات. وقد يحدث بين المثقفين لكمات لفظية مثل: (مع احترامي لرأيك ولكن فهمك للموضوع سطحي جداً). الاحترام يشمل احترام أنظمة وقوانين المجتمع واحترام حقوق الآخرين، الاحترام يرافق الإنسان في كل مكان، في المدرسة، في العمل، في البيت، في الأماكن العامة، احترام الصغير للكبير، واحترام الكبير للصغير. في المدرسة والجامعة يتعرف الطالب على صفة الاحترام حين يقابل معلماً يستمع إلى آرائه حتى لو اختلف معها، يحترم ذوي الإعاقة، يحترم الجميع دون تمييز، يقيم الأداء والسلوك دون إهانة أو تنمر، الاحترام قضية تربوية، لا يمكن للمعلم أن يقول للطالب أمام زملائه، (أنت ملتزم بالحضور للمدرسة ولكنك إنسان مدلل).