كشفت جولة «عكاظ» على عدد من أحياء جدة أن 65 % من شباب الحواري يجهلون بعوضة «الضنك»، وما تسببه وكيفية انتقال المرض، ما دعا صحة جدة إلى تفعيل برامج التوعية بالضنك من خلال الزيارات الميدانية وتقديم شرح واف عن المرض ومسبباته وكيفية الوقاية منه. واتضح من الجولة أن الاعتقاد السائد لدى شريحة كبيرة من الشباب هي أن الضنك مجرد مرض يصيب الجسم، ولكن لا يدركون ما هو المصدر المسبب للمرض، وكانت أكثر الأسئلة المتداولة بين الشباب هل أي لسعة من البعوض يعني الإصابة بالضنك، وما هي الوسائل التي يجب أن يتخذها الفرد لتجنب التعرض للدغة. وبدورنا التقينا مساعد مدير صحة جدة للصحة العامة الدكتور خالد باواكد ونقلنا له أسئلة الشباب فقال: جهودنا مستمرة على مدار العام في مكافحة الضنك والتوعية بالمرض في الأحياء والمدارس والمولات التجارية من خلال الفرق المخصصة والتي تبذل جهودا كبيرة في توعية أفراد المجتمع والجاليات غير الناطقة للعربية، لأن هدفنا في الأخير هو أن يعرف كل فرد في المجتمع أن الضنك يسببه بعوض «الإيدس ايجبتاي»، لافتا إلى أن مؤشر الضنك هذا العام شهد انخفاضا في عدد الاصابات مقارنة بالعام الماضي خاصة مع ركود حركة البعوض المسبب للمرض، إلا أن أعمال المكافحة مستمرة بشكل دائم. وأضاف باواكد: وتركز جهودنا في مكافحة الضنك على خمس نقاط هي: أولا الاستقصاء الوبائي لمعرفة تحركات المريض خلال أسبوعين قبل الإصابة لمعرفة مصدر العدوى، ثانيا الاستكشاف الحشري لمعرفة كثافة الناقل في محيط منزل المصاب، ثالثا: توعية أهالي أسرة المصاب والتأكد من صحة المخالطين وإجراء الاستكشاف الحشري داخل المنزل ومحيطه بما يعادل 200 متر أي 20 منزل مجاور للمصاب وهي مدى طيران البعوض المسبب للضنك «الإيدس ايجبتاي»، رابعا: المكافحة الداخلية لكشف البؤر فإن وجدت بؤر لا يمكن مكافحتها فإن الأمانة التي ترافق الصحة في جولاتها تقوم بهذه المهمة، وخامسا وأخيرا: علاج المصاب والتشخيص المبكر للحالات الموجودة داخل الأسرة، بجانب تحفيز مشاركة أفراد المجتمع في البرامج التوعوية بجانب مشروع تعاون وطموح مع مجالس الأحياء وأيضا مشاركة متطوعين في توعية أفراد المجتمع بحمى الضنك، والتعاون مع عمد الأحياء التي تكثر فيها الإصابات، كما أن الفرق التوعوية تنفذ زيارات ميدانية لمدارس الطلاب والطالبات وللمنازل وذلك من خلال تقسيم الفريق على مربعات الحي، وكل مثقف يقوم بتوعية 15 منزلا ويتم تدوين أي بؤر يتم معاينتها وإرسالها بتقرير إلى أمانة جدة للقيام بأعمال المكافحة والرش مع استهداف المحلات التجارية والمجمعات الكبيرة داخل الحي، وأيضا المساجد حيث يتم التنسيق المسبق مع إمام المسجد وذلك لإلقاء محاضرة بعد الفراغ من صلاة المغرب وتثقيف المصلين عند الخروج من المسجد وتوزيع مواد التوعية على المصلين والبوسترات والرول لاب على مداخل ومخارج المسجد. وأكد باواكد أن لحمى الضنك شكلين سريريين: الأول بسيط وهو الغالب حيث يشبه الزكمة الفيروسية إلى حد كبير في بداياته ثم تشتد الحمى حتى تصل إلى 40 درجة مئوية، وقد تسبب الاختلاجات أو التشنجات في الأطفال وتكون غالباً مترافقة مع الصداع، وخاصة في منطقة الجبهة، أو خلف محجر العينين، ثم تظهر الأعراض الأخرى فيما بعد مثل آلام الظهر والمفاصل والعضلات، وفقدان الشهية، وفقدان التذوق، والغثيان والقيء والكسل العام، والطفح الجلدي، أما الشكل الثاني من حمى الضنك، فهو الشكل النزفي وهو مرض خطير وربما قاتل، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضا، إلا أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس، بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس، أو بعد إصابة جديدة لفيروس ضنكي آخر غير الأول، فيما خلص إلى القول إن الاكتشاف المبكر لحالات حمى الضنك يعتبر من أهم العوامل للسيطرة على المرض من خلال مكافحة الناقل للفيروس.