أوضح مصدر طبي في الرعاية الصحية بجدة، أنه يتم الإبلاغ عن 5 - 10 حالات اشتباه بحمى الضنك يوميا في جميع أنحاء جدة، إلا أن جنوبها يفوق أحياء الوسط والشمال والغرب، لافتا إلى أنه يتم التأكد من هذه الحالات عبر إرسال العينات إلى المختبر الإقليمي، وفي حالة التأكد من إيجابية الحالة يرسل فريق طبي إلى منزل المصاب لإجراء الاستكشاف الحشري، رصد البؤر خارج المنزل إن وجدت، وإجراء مسح شامل للمنزل لمعرفة طرق تخزين المياه وأوضاع النوافذ. وجددت صحة جدة ممثلة في الطب الوقائي تأكيداتها على كافة المستشفيات الخاصة والمستوصفات على سرعة الإبلاغ عن أية حالات مشتبه بإصابتها بحمى الضنك، وإرسال التقرير الطبي للمريض إلى غرفة عمليات الضنك في إدارة الطب الوقائي، وضرورة اتخاذ كافة الوسائل الاحترازية لتجنب التعرض للبعوض المسبب لحمى الضنك، وتخزين المياه بالطرق الصحيحة، حيث إن البعوض ينجذب نحو المياه العذبة أكثر من الملوثة. من جانبه دعا الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس الأمانة بضرورة الاستفادة من التجارب العالمية في مكافحة البعوض خصوصا البعوض المسبب لحمى الضنك، مبينا أن المرض منتشر في كل دول العالم إلا أن كثيرا من الدول استطاعت السيطرة على الحالات المرضية وتمكنت من معالجة بؤر انتشار البعوض، مشيرا إلى تجارب عالمية عديدة في هذا المجال كقيام باحثين بريطانيين بتربية بعوض معدل جينيا، بحيث تكون الحيوانات المنوية لدى ذكور هذه الحشرات غير قادرة على إنتاج جيل قابل للحياة، وبعد إتمام عملية التزاوج ووضع البيض كالمعتاد تواجه تحديات تؤدي بيولوجيا إلى موتها عندما تتحول مثلا إلى يرقات في وقت مبكر أو متأخر. وأشار إلى أن فيروس الضنك تنقله بعوضة تسمى (ايدس ايجبتاي)، وهي تتكاثر في المياه المخزنة لأغراض الشرب، السباحة، الزراعة، أو الراكدة في الشوارع والطرقات، المتبقية في الصفائح الفارغة، البراميل، الإطارات، ومكيفات الهواء. وشدد مدير التوعية والإعلام البيئي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور نايف صالح الشلهوب على ضرورة مواكبة الدراسات والأبحاث العالمية في مجال مكافحة الضنك، خصوصا أن الكثير من الدول سيطرت على الضنك بمنهجية وخطط علمية، كالولايات المتحدة التي استطاعت التخلص من مشكلة فيروس الضنك الذي تسببه البعوضة الأنثى الايدس ايجبتاي عبر إطلاق بعوض ذكر يلقح الأنثى دون أن تنتج البيوض، وبالتالي فإن أعداد البعوض تتناقص تدريجيا، لافتا إلى أنه لا يمكن القضاء على الضنك نهائيا طالما وجدت عوامل لجذب البعوض مثل المياه الآسنة والجوفية وتسرباتها في كثير من الأحياء، مبينا أن تجنب الإصابة بحمى الضنك يبدأ من خلال اتخاذ كافة الوسائل والتدابير الاحترازية داخل المنازل، ومحاولة تجنب الأماكن التي يتواجد فيها البعوض بكثرة وخصوصا الحدائق الخضراء.