نظمت دارة الملك عبدالعزيز خلال السنوات السابقة سلسلة علمية عن تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية «الندوات الملكية»؛ عن تاريخ الملوك سعود وفيصل وخالد، رحمهم الله، وكلها افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، واليوم يفتتح الندوة الرابعة عن تاريخ الملك فهد، يرحمه الله. وخرجت الندوات الثلاث السابقة بتوصيات عدة، أبرزها: دعم الدراسات التاريخية المتعلقة بالملوك السابقين، وحث الجامعات والكليات العلمية على توجيه طلاب الدراسات العليا وطالباتها للاهتمام بهذه الموضوعات ودراستها، خصوصاً في رسائلهم للماجستير والدكتوراه، وتوثيق الذاكرة الوطنية من خلال الروايات الشفهية للمعاصرين لفترات الحكم الثلاث، وروايات العاملين والمتعاملين مباشرة مع الملوك الثلاثة، وتعزيز جهود الدارة في جمع الوثائق المحلية والعربية والأجنبية لتلك المراحل وإتاحتها لحركة البحث العلمي التاريخي. ولم تقم الدارة بهذه الندوات الغنية بالمعلومات منفردة، بل أعطت مساحة لأبناء الملوك الثلاثة وأحفادهم للمشاركة والإسهام بما لديهم من أفكار وشهادات شفهية في كل ندوة. تلك الندوات يصاحبها معرض مصور عن الملك المحتفى به، تظهر مشاركته في مناسبات عدة داخلية وخارجية مدعومة بصور لوثائق تاريخية تكشف عن شخصيته الإنسانية في الأغلب، كما يشمل حفل افتتاح الندوات إصدارات جديدة ومخصصة لمناسبة الندوة، فلم تكن تلك الندوات مقتصرة على البحث العلمي الخاص، بل تستوعب كل مصادر التاريخ المختلفة من صور فوتوغرافية وأفلام تاريخية ووثائق تاريخية وكتب وشهادات شفهية، في إشارة من الدارة إلى أهمية تلك المصادر المتنوعة بالتساوي لاستقصاء تاريخ ما، علاوة على ذلك تقوم الدارة بجمع البحوث المشاركة وطبعها في كتاب باسم الندوة تعميماً للفائدة وتوثيقاً للمناسبة، كما تخصص عدداً من مجلتها الفصلية المحكمة (الدارة) عن الندوة يتداول فيه باحثون آخرون ومشاركون في الندوة موضوعات ضمن محاور الندوة. وكانت الدارة في كل ندوة من هذه الندوات تسهم بعدد من الصور النادرة للملوك في المعارض الخاصة المصاحبة للندوات التي عادة ما تصبح معارض متنقلة عبر مناطق المملكة بعد انتهاء الندوة. إلا أن المشهد لا ينتهي عند هذا الحد بل إن هذه الندوات تنسجم وتنتظم مع باقي مشروعات الدارة العلمية متممة ومكملة لها، فمشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين التي أوشكت الدارة على الانتهاء منها ستحدد باباً عن توسعة الحرمين الشريفين وخدمة الحجيج في العهد السعودي، ومن ضمنه عهود الملوك الثلاثة مما يعد محوراً عن خدمة الإسلام والمسلمين واهتماماً بالأماكن المقدسة التي كانت أولى اهتمامات الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية، والإصدارات ذات الصلة بتاريخ المملكة أو بالتاريخ المشترك مع الدول العربية. الندوات الملكية سابقة علمية رائدة قدمتها الدارة للوسط العلمي بعيداً عن الأعمال الفردية التي إن كان بعضها مميزاً فإن بعضها الآخر يطغى عليه الإنشائية والحماس وكلاهما مبرر.