سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.السماري: «الندوات الملكية» تهدف إلى توثيق «تاريخ القادة» وجمعه بدل تفرقه بين عدة جهات دارة الملك عبدالعزيز تنهي تحضيراتها لعقد الندوة العلمية عن "الملك خالد" الأحد المقبل
دعا معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز د. فهد بن عبدالله السماري فئات المجتمع ومؤسساته إلى المساهمة في تحقيق الهدف العلمي والوطني من الندوة العلمية لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز، التي تنظمها الدارة في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بدءاً من يوم الأحد المقبل، وذلك ضمن سلسلة الندوات الملكية التي أقرها مجلس إدارة الدارة، مؤكداً على أن هذه الندوة مع الندوتين السابقتين تهدف إلى توثيق الإنجاز الوطني من مصادر موثوقة وجمعه في إصدارات خاصة، بدل بقائه متفرقاً بين الوزارات، والجهات الرسمية، ومؤسسات المجتمع الأخرى. ونفى معاليه في حديثه ل "الرياض" أن تكون الدارة تستكتب الباحثين والباحثات في موضوعات معينة، كما أن تحديد هذه الندوات بمحاور محددة لا يعني ذلك، موضحاً أن قصر مدة الندوة ميزة لها، وليس مأخذاً عليها، مقدماً شكره لمؤسسة الملك خالد الخيرية على التعاون المثمر لنجاح الندوة، واهتمامها بتنظيم معرض "خالد" المتزامن مع فعاليات الندوة، وفيما يلي نص الحوار: الندوات الملكية * ماهي تطلعاتكم لنجاح الندوة العلمية عن تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز التي ستقيمها الدارة، ضمن سلسلة الندوات الملكية؟ - بداية يسرني أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أسمى آيات الشكر والعرفان على ما حظيت وتحظى به دارة الملك عبدالعزيز منهم -حفظهم الله- من رعاية واهتمام، مما هيأ لها أسباب التقدم والتطور في أداء رسالتها الوطنية والعلمية، كما أرفع شكري وشكر منسوبي ومنسوبات الدارة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على قيادته الحكيمة لنشاطات الدارة، وتوجيهاته السديدة، لخطواتها الإستراتيجية، والمستقبلية، ومتابعته الدقيقة لإنجازاتها، ومن ضمن تلك الإنجازات سلسلة الندوات الملكية التي سبق أن عقد منها ندوتان: الأولى عن تاريخ الملك سعود بن عبدالعزيز، والثانية عن تاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز، فتلك المتابعة كانت، وما زالت الداعم المباشر لنجاح الندوتين السابقتين، وستكون سبباً رئيساً في نجاح هذه الندوة عن تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز، والتي سيرعى سموه -حفظه الله- حفل افتتاحها الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد 25/5/1431ه بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالمعذر، ثم يفتتح سموه معرض "خالد" الذي تنظمه المؤسسة بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وذلك مساء اليوم نفسه الساعة التاسعة والنصف، وتستمر الندوة على مدى ثلاثة أيام، وهذه الرعاية الكريمة من سموه امتداد للتشجيع، والتوجيه، والتحفيز الذي تجده الدارة، والشكر أيضاً للمؤسسة على تعاونها البناء مع الدارة لتوفير أسباب نجاح هذه الندوة، كما وفرنا كافة سبل النجاح، لكن سيكتمل بتفاعل جميع فئات المجتمع، حضوراً وتجاوباً مع ما يطرح من موضوعات، فالهدف من هذه الأنشطة المفتوحة هو مشاركة كل المجتمع في اقتسام النجاح، فالدارة من المجتمع بكيانها، وإمكاناتها، وإليه بعطائها ومنجزاتها. موضوعات الندوة وأهدافها *ماهي أهداف ومحاور الندوة؟، وهل يمكن التوفيق بين التاريخ الشخصي وتاريخ المجتمع في مثل هذه الندوات؟ - هذه الندوة تهدف إلى توثيق تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز منذ عهد والده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حتى نهاية حكمه -رحمه الله-، وتوثيق الجوانب الحضارية، والسياسية للمملكة في عهده، وإعداد دراسات علمية للمؤلفات التي تناولت هذا التاريخ، مع تشجيع الباحثين على تقديم دراسات علمية منهجية عن المملكة، وعن تاريخ الملك خالد، تعتمد على الوثائق والمصادر التاريخية المحلية، والعربية، والأجنبية، وأيضاً رصد الذكريات، والمشاهدات، والانطباعات للمعاصرين لحكمه، وإعداد قاعدة معلومات موثقة تبرز جهوده في تأسيس المملكة، وخلال توليه ولاية العهد، وفي أثناء مدة حكمه في الجوانب المتعددة، وأما محاور الندوة فهي أحد عشر محوراً، وهي: نشأة الملك، وسيرته قبل توليه الحكم، والتنظيم الإداري، والتعليم، والثقافة، والإعلام، والجوانب الاقتصادية، وعمارة الحرمين الشريفين، وخدمة الحجاج، واهتمامه بالشئون الإسلامية، والجوانب العسكرية، والأمنية، والجوانب الاجتماعية، والإنسانية، والصحية، والنقل والاتصالات، والسياسة الداخلية، والسياسة الخارجية، وعن الشق الآخر: أن الهدف الرئيسي من السلسلة هو التأريخ للمجتمع من خلال دراسة تاريخ شخصية الملك خالد باعتباره قائد المسيرة، والمسؤول الأول عما تم تحقيقه، فما أحرزه المجتمع من تقدم بارز، وإنجازات رائدة، يساير حياة البذل والعطاء التي عاشها أولئك الملوك بكل إخلاص وتفانٍ، فنحن نعاني من نقص في توثيق المنجز الحضاري أو في تفرق هذا التوثيق بين الوزارات، والمؤسسات الحكومية المختلفة، فكل وزارة أو مؤسسة ترصد إنجازاتها دون استخلاص وسبر النتائج على المستويات الاجتماعية، والثقافية، وبالتالي يأتي دور الدارة في ربط تلك المعلومات المدونة والمصورة في منبر ثقافي وتاريخي، ثم طباعتها في إصدار واحد، تكون مادته علمية، ومنهجية بعيداً عن الكتابة التنظيرية التي قد تطغى عليها العاطفة، والتي قد تغفل لغة الأرقام بصفتها قيمة تاريخية، والأكثر مصداقية، كما تهتم الدارة بربط الإنجاز بما قبله وبعده دون فصله عن سياقه التاريخي، فدورها ربط هذه المنجزات والتطورات الاجتماعية والثقافية بمسارها التاريخي، واستخلاص القيم الوطنية فيها. د. فهد السماري بحوث محكمة *هل تعتقدون أن تثبيت المحاور للموضوعات المطروحة في تلك الندوات، قد يحد من حرية الباحث؟ كما أن هناك 40 بحثاً فقط، هل هذا يعني البقية لم تواكب الأهداف والمحاور؟ - هذه المحاور شاملة لأي موضوع بحثي، يمكن أن يخطر في ذهن أي باحث، ثم أنه إذا كانت هذه المحاور ثابتة، فإن الموضوعات والعناصر التفصيلية التي تأتي تحت كل محور عديدة، ولا يمكن حصرها، وتعتمد على ابتكار الباحث أو الباحثة فهي ستشمل أي فكرة جديدة، والدارة لا تستكتب الباحثين والباحثات أو تحدد موضوعاً لكل باحث، وهذه سياستها في تلك الندوات، وبالتالي ظهرت بحوث متشابهة ومكررة في الموضوع ما دعا اللجنة العلمية إلى رفض الموضوع الأقل مستوى من الناحية العلمية بعد المفاضلة، كما أن بعض البحوث ذات موضوعات عامة واسعة لا يمكن لأي بحث أن يلم بكافة عناصرها، من هنا كان دور اللجنة العلمية التي تتكون من مؤرخين وأكاديميين في فحص البحوث، والتدقيق فيها، ودراسة توافر كافة عناصر البحث، وبجودة مقنعة، والاهتمام بالكيف، وليس الكم، فالمهم المستوى العلمي للندوة وليس مجرد التنظيم. مشاركة دولية *نلاحظ مشاركين من خارج المملكة، ما انعكاس ذلك على مستوى الندوة ودلالاته؟ وهل تم الإعلان عن الندوة فقط؟ - نعم هناك باحثون وباحثات من خارج المملكة، كما حدث في الندوتين السابقتين، وينتمون إلى مؤسسات علمية معروفة، ويبلغ عددهم 12 باحثاً وباحثة، وهو ما يقترب من ثلث المشاركين، حيث يشارك باحثون من مصر، وتونس، والسودان، والجزائر، والمغرب، وفرنسا، وهذا بلا شك صدى لنجاح الأول، كما أنه يعبر عن المكانة التي تبوأها الملك -رحمه الله- عالمياً، ودور المملكة داخل كيانها الإسلامي والدولي، وبلا شك أن مشاركتهم يؤكد حيادية الندوات الملكية، وعدم الحد من حرية البحث، أيضاً سيضيف ذلك تنوعاً في المدارس البحثية، وتجديداً في الطرق والتناول للفكرة والموضوع، وعن الشق الثاني لم تكتفِ الدارة بالإعلان بل خاطبت للمشاركة عدداً ممن عملوا مع الملك من الوزراء، والمسئولين والعاملين مباشرة مع جلالته، كما دعت للمشاركة العلمية أكثر من جهة حكومية، وأهلية من داخل المملكة ومن خارجها، وأرسلت الدعوة إلى الجامعات، والكليات، وأعلنت في الصحف داعية الجميع للمشاركة. الخويطر ويماني والجزائري يتحدثون عن حياته العملية الندوة بين السرد والصفة العلمية *ألا ترون أن مشاركة بعض المعاصرين لفترة حكم الملك خالد، وسرد ذكرياتهم عن تلك الفترة ستضفي جانباً مهماً، إلى جانب أن الأيام قليلة لا تكفي للإلمام بالفترة التاريخية؟ - نحاول بقدر الإمكان أن نخرج من صفة السرد إلى الصفة العلمية، إلا أن أهمية التأريخ الشفهي كبيرة، كونه مصدراً تاريخياً غنياً ومثرياً، لذلك فبرنامج الندوة يتضمن عقد جلسة ختامية، يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، ونائب رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة الملك خالد الخيرية، وسيتحدث فيها ثلاث شخصيات مهمة معاصرة تسنمت وزارات تمس حياة المواطن مباشرة عن ذكرياتها في تلك الفترة قبل ما يقارب الثلاثين عاماً، وهم كل من معالي د. عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء، ومعالي د. محمد عبده يماني وزير الإعلام سابقاً، ومعالي د. حسين بن عبدالرزاق الجزائري وزير الصحة سابقاً، والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حالياً، وهؤلاء سيتحدثون عن شخصية الملك خالد عن كثب من خلال تعاملهم المباشر معه، وعن إنجازات الدولة آنذاك، وأثرها في المجتمع. أما عن قصر المدة، فإن تحقيق الكثافة العلمية للندوة بحيث لا ترتخي في درجة نشاطها، لذا أعتقد أن قلة الأيام ميزة، وليست مأخذاً على التنظيم، أما الحضور فالدارة سبق أن أعلنت عن موعد الندوة بوقت كافٍ. الأنشطة المساندة *ماهي الأنشطة المساندة والمصاحبة للندوة؟ وما مدى "تناغم" النجاح العلمي للندوة المقبلة مع الندوات السابقة؟ - في هذا الإطار، أعدت الدارة طباعة عدد من الكتب المساندة للمادة العلمية للندوة، ومنها: كتاب الكعبة المشرفة عمارة وكسوة في عهد الملك خالد، ودراسة تاريخية حضارية، وكتاب مكتبة الملك خالد الخاصة، وكتاب الملك خالد.. خطب وكلمات، كما أنجزت الدارة ملخصات للبحوث المشاركة ستنشر أثناء مدة الندوة، أيضاّ خصصت مجلة "الدارة" المحكمة الفصلية عددها المقبل والمواكب للندوة عن تاريخ الملك خالد، وكما قلت سابقاً فإن الدارة تنظم معرضاً مصوراً في مقر الندوة عن الملك خالد يحكي سيرته بشكل مختصر، ويضم صوراً لفترات من حياته، ووثائق إعلامية وأغلفة لكتب، وصحف صدرت في عهده، إلى جانب أنه سيتم طباعة البحوث ونشرها أسوة بجميع الندوات وهذا منهجنا في إصدار بحوث الندوات والمؤتمرات التي تقيمها لتعميم الفائدة ونشرها. *كلمة أخيرة بهذه المناسبة؟ - الدارة ترحب بجميع الحضور والمشاركين والمشاركات بأوراق علمية في الندوة، كما تدعو الجميع لحضور فعالياتها وجلساتها العلمية، خاصة أن هناك نسبة كبيرة من المجتمع عاصرت فترة حكم الملك خالد، وسيجدون فيها فرصة لاستدعاء كثير من الذكريات عن تلك الفترة، كما نعول على الباحثين والباحثات التفاعل مع بحوث الندوة بالنقاش والمداخلات والتعليقات، التي دائما ما تثري المادة الرئيسة لأي ندوة، فالجميع مدعو للمساهمة مع الدارة في إنجاح الندوة التي تهم الجميع.