أكد عدد من السياسيين اليمنيين، أن عملية «عاصفة الحزم» وحدت الشعب اليمني ضد الانقلابيين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح، وقالوا ل«عكاظ» إن هذا التأييد الذي تحظى به العملية ينطلق من الإدراك بأنها ستنقذ اليمن من براثن الحوثيين المدعومين من إيران، بعد أن بسطوا نفوذهم بقوة السلاح، ونشروا الفوضى في ربوع البلاد. وأضافوا أن الضربات الموجعة التي مني بها الحوثيون ستكسر شوكة الحركة الانقلابية وتعيدها مرغمة إلى طاولة الحوار على مبدأ أن اليمن ملك للجميع وأن لا مكان للهيمنة أو الانفراد بالسلطة. وقال محمد قحطان القيادي البارز في حزب الإصلاح، إن العملية العسكرية حظيت بقبول شعبي كبير كضرورة فرضها صلف وتعنت الحوثيين وتجاهلهم التحذيرات الدولية والإقليمية وقرارات مجلس الأمن، مضيفا أن عاصفة الحزم استهدفت المواقع العسكرية لكسر شوكة الحوثيين وحلفائهم ليتخلوا عن غطرسهم وممارساتهم. من جانبه، أفاد المحلل السياسي أسامة غالب، أن تأييد اليمنيين للعمل العسكري تجلى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن اليمنيين استبدلوا صورهم بصور خادم الحرمين الشريفين إضافة إلى المظاهرات التي خرجت في عدة محافظات ترفع صور الملك سلمان وتدعوا لردع الحوثيين، وشدد على أن الشعب اليمني أصبح لا يطيق الجماعة الحوثية الانقلابية، التي ارتكبت أخطاء فادحة وجرائم بشعة، مشيرا إلى أن ضحايا الحوثي هم القطاع الخاص وموظفو الدولة والمغتربون اليمنيون في الخارج، وأبناء المحافظات الجنوبية وتعز وإب والحديدة ومأرب، والنازحون والمهجرون من صعدة وعمران وأرحب ودماج، وأبان أنهم يشكلون ما يزيد على 90% من إجمالي سكان اليمن. وأوضح أن أخطاء الجماعة تتواصل، وتسجل كل يوم ضحايا آخرين، ولعل آخرها المذبحة الإعلامية التي طالت عددا من وسائل الإعلام، وقال غالب إن التأييد اليمني الذي حظيت به عاصفة الحزم رسالة واضحة للحوثيين، بأن يتخلوا عن نهجهم التدميري لليمن، وأن يعيدوا علاقاتهم مع إخوانهم اليمنيين، وأن يكفوا أذاهم عن من يختلف معهم في الرأي، مضيفا أن جماعة الحوثي ورثت أحقادا وضغائن كانت سببا في تشفي غالبية اليمنيين بما حل بهم. بدوره أفاد المحلل السياسي عبدالناصر المودع، أن كل من يدرك حقيقة الخطر الحوثي وما سيجره من مشاكل لليمن قد تؤدي لانهياره، سيجد في عملية عاصفة الحزم ضرورة لتفادي هذا الانهيار، وأوضح أنه بدون هذه العملية ستنزلق اليمن نحو المزيد من الفوضى والعنف، وستصبح منقسمة بين قوى التطرف الحوثي من جهة والقاعدة وداعش من جهة أخرى، مؤكدا أن كل من يريد مصلحة اليمن سيدعم هذه العملية، وتوقع أن يشهد تحالف علي صالح والحوثيين بعد العملية تصدعا غير مسبوق. ورأى المودع أن سير الأحداث وتطور الأوضاع على الأرض سيحدد ذلك، مطالبا بمزيد من الضربات الموجعة على مواقع الحوثيين وصالح. وأكد المحلل السياسي عبدالحافظ الصمدي، أن «عاصفة الحزم»، جاءت لتحمي الأمن القومي العربي والشرعية الدستورية في اليمن، والعمل على الحد من التهور الحوثي في اجتياح المدن، وقال إن العاصفة وجدت ترحيبا من الشعب اليمني، الذي ذاق ويلات الميليشيات الحوثية. وحمل الصمدي الحوثيين وعلي صالح مسؤولية الوضع الذي وصلت إليه البلاد؛ لأنهم واصلوا غطرستهم والتنكيل بشعبهم لتحقيق أجندة خارجية، وهم يدركون أن اليمن تحت البند السابع، وأنهم غير قادرين على حماية مدينة يمنية واحدة.