على امتداد 57 عاما ما تزال قهوة العم ضحوي في صبيا علامة فريدة للشاي المعد بطريقة شعبية، حيث يتقاطر العديد من أهالي المحافظة ومن خارجها لتذوق الشاي التي يعدها الضحوي 80 عاما منذ أكثر من خمسة عقود وعلى الرغم من معاناته المزمنة من آلام ظهره الذي أحدودب مع الزمن، إلا أن الضحوي لم يخلد للراحة ولم يطلب التقاعد بعد، فهو لا يتخيل نفسه بعيدا عن قهوته التي عشقها وارتبط بها منذ اكثر من نصف قرن. ويسترجع العم ضحوي ذاكرته المفعمة بالإحداث والمشاهد قائلا: بدأت العمل في سن مبكرة أظن وأنا في سن السادسة من عمري كنت أبيع الماء في سوق الخوبة فشاهدت ذات مرة شخصا يبيع الشاي للمتسوقين هناك فحدثت نفسي بأن أغير نشاطي من بيع الماء إلى إعداد الشاي وبيعه، وبالفعل شرعت في هذا العمل الجديد حيث قمت بشراء ابريق شاي كبير وموقد شعبي يسمى طباخة حيث كنت اعد الشاي على الجمر لأنه وقتها لم يعرف الغاز وكنت ابيع الكوب الواحد بقرش ونصف بعد ذلك انتقلت للعيش في صبيا والتي كانت معروفة بتجارتها وبسوقها الاسبوعي الذي يعقد كل ثلاثاء وفتحت قهوة صغيرة في السوق كانت مشيدة من القش والطين، ومارست فيها بيع الشاي والقهوة ولكن حريقا اندلع في السوق وأتى كل شيء ومن بينها قهوتي الصغيرة وبعد مرور عام وبمساعدة اناس طيبين من اهل صبيا استعدت بناء قهوتي من جديد. وعن سر مهنته ونجاحه في اعداد هذا الشاي ذي النكهة الخاصة والمميزة يقول الضحوي: لاتوجد اسرار فأنا اجهز الشاي لزبائني بإخلاص وتفان واحرص على طبخة جيدة باضافة النكهات الخاصة التي تميزه كالشمطري والنعناع والشاي المعطر. وعن سبب إصراره على هذه المهنة على الرغم من تقدم العمر به يقول العم ضحوي هذه القهوة ساهمت بفضل الله في زواجي واستقراري وأنجبت بحمد الله عدد من الأبناء واستطعت تعليمهم وتوفير العيش الكريم لهم من خلال مايدخل على من بيع الشاي والقهوة وعن الاختلاف بين الماضي والحاضر تلعثمت مشاعر الضحوي، واخفى دمعة غائرة في عينيه وهو يحكي التباين بين الماضي والحاضر فقد كان بديعا لايتكرر.