استبشر المواطنون والمواطنات بالتغييرات الوزارية التي أعلنت قبل أيام؛ لأنها حملت في طياتها ضخ دماء جديدة لثماني وزارات مهمة تمثل عصبا رئيسا في حياة أي مواطن. هذه التغييرات المنتظرة، قطعت على المغردين الشائعات التي يتداولها بعضهم بين الفينة والأخرى حول أسماء يتم تداولها لشغل المناصب التي ستتولى دفة الوزارات وأنهت فصلا من فصول التكنهات التي تسبق أي تعيين أو تغيير وزاري. وبعيدا عن هذا وذاك، مما لا شك فيه فإن الكفاءات التي وقع عليها اختيار ولي الأمر قادرة على إحداث التغيير في الوزارات التي أنيطت بهم، إذ روعي في الاختيار سمات عدة لا يتسع المجال لشرحها في عجالة، ولكن لو أمعنا النظر في سيرة الوزراء الجدد لوجدنا أنهم تسلحوا بالعلم، وأبدعوا في مجالات العمل، ولهم بصمات واضحة في الإبداع والإنجاز في مواقع عملهم السابقة، وينتظر منهم الكثير في مهماتهم المقبلة. كلنا يدرك أن التعليم هو السلاح الأقوى لتغيير العالم بأكمله، ومن خلاله تبنى الشعوب والأمم، ولهذا نجد أن الوزراء الجدد تعلموا في أعرق الجامعات، وساهموا في فترات ماضية وحالية في منجزات من خلال مواقع شغلوها ولم يكن اختيارهم من باب التشريف، بل هو تكليف لإكمال مسيرة تنموية متطورة في وزارات حيوية خطط لها خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله»، وينتظرها منهم كل مواطن ومقيم على هذه الأرض أن تنفذ بعناية. وعندما نمعن النظر في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والأعداد الكبيرة التي التحقت به للدراسة في أعرق جامعات العالم، نجد أن القيادة تحرص على تأهيل الشباب والشابات لجني الثمار على المدى القريب والبعيد؛ خدمة للوطن، وسنجد بينهم في مراحل مستقبلية من يقع عليهم الاختيار لشغل مناصب قيادية لإكمال المسيرة أيضا. والكل يدرك أن المهام المناطة بالوزراء الجدد، هي مهام جسام وصعبة، والإرث كبير والمسؤولية أعظم، فالتغيير الحقيقي لن يكون حبرا على ورق أو مجرد قرارات تكتب أو أخرى تلغي سابقتها، بل واقع لا بد من تنفيذه وإرادة تتطلب التطوير والعطاء والإنجاز وتتلمس احتياجات المواطن من أرض الميدان، كما نلمسه من وزراء حاليين تجدهم يشرعون حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة المقترحات من أصحاب الحاجة أنفسهم، والتعرف على أوجه القصور، وبعدها يتأكدون من ذلك من خلال عمل ميداني حقيقي. الجميع ينتظر من الوزراء الجدد ملامسة هموم المواطن التي يعتبرها خادم الحرمين الشريفين هاجسه الأول والأخير، ودائما ما يؤكد على الأمانة بمقولته التاريخية «من ذمتي إلى ذمتكم»، ويكررها كثيرا للوزراء عقب إعلان الميزانية العامة للدولة، ويجب على كل من أنيطت به الأمانة أن يعمل جاهدا في تحقيق الرؤى والتطلعات والقضاء على الروتين والبيروقراطية التي تعطل مصالح الناس، وإعادة النظر في بعض الأنظمة التي ربما لا تتماشى مع متطلبات العصر، رغم أنها وضعت لتخدم العمل لا أن تعطله؛ لتطويرها وتحسينها بما يخدم الصالح العام ويدفع بعجلة التنمية للأمام. تمنياتنا للوزراء الجدد بالتوفيق، ونسأل الله أن يكون في عونهم، ونتمنى أن نراهم جميعا على أرض الميدان يحولون دون تعثر أي مشروع أو عمل فيه مصلحة للوطن وللمواطن.