في أحد الأفلام الأمريكية الخيالية، مشهد يمسك فيه أحد ركاب القطارات بالجريدة الورقية، بينما الصور والأخبار المنشورة متحركة كأنها نوافذ شاشات تلفزيونية، المشهد السينمائي الخيالي قد يتحول إلى حقيقة في قادم الأيام! ففي ورشة عمل واحتفالية في «دبي»، قدمت لنا صحيفة «الجزيرة» السعودية عرضا لآخر تقنيات الطباعة وابتكارات استخدام الروائح والألوان في الصحافة الورقية، فشعرت بالذهول، تخيل أنه بات بإمكان المعلن أن يتيح لك شم رائحة منتجه بمجرد لمسه، وأن يستخدم تقنيات تلوين مبتكرة تجعل ساعة يد أو خاتما من الألماس أقرب إلى الحقيقة منه إلى الخيال! الأكثر إثارة أنه بات بإمكانك أن توجه عدسة هاتفك الذكي بواسطة تطبيق الصحيفة إلى الخبر أو الإعلان ليتحول على الشاشة إلى خبر أو إعلان مرئي تشاهده وتسمعه وربما تشتريه أيضا، بدلا من أن تقرأه وحسب، وهي نسخة أخرى لتقنية طبقتها صحيفة «عكاظ» قبل عامين باستخدام تطبيق «الباركود»، إنه تجسيد قريب من مشهد الفيلم السينمائي الخيالي، وفي تاريخ السينما كثير مما شاهدناه على الشاشة الخيالية تحول إلى واقع، وكأن رواد صناعة السينما تحولوا إلى مخترعين يرسمون خطوط المستقبل! هذا الاستثمار الجريء والمذهل في تقنيات الطباعة والألوان، الذي تصل تكلفته إلى 250 مليون ريال، هو في الحقيقة استثمار في مستقبل صناعة الصحافة الورقية ينقلها إلى مستوى آخر لا تكتفي فيه الصحيفة الورقية بدور الوسيلة الإعلانية، بل والوسيط التجاري أيضا، وهو مؤشر على أنه ما زال في جعبة «الورقي» الكثير!.