جاء وقع الخسارة للقب الخليجي هذه المرة أكثر إيلاما وأشد وجعا على السعوديين باختلاف ميولهم، ليس لمكانة البطولة وقيمتها التاريخية فحسب أو حتى لاعتبارات الأرض والجمهور والتجهيز للبطولة الآسيوية، بل لأن رسائل التحذير بحجم التخبطات الفنية التي ظل يرتكبها لوبيز طيلة الأشهر الماضية لم تجد آذانا صاغية من أصحاب القرار في اتحاد القدم، الذين عززوا الرهان عليه وأمطروه بالدعم رغم ضجر الجماهير وحنق النقاد ومطالبات الرياضيين برحيله. فشل الأخضر هذه المرة ليس بفعل فاعل واحد فقط، بل بفعل مجموعة ساهمت في تأييد الإبقاء عليه وأضحى أفرادها شركاء له في الكارثة المحزنة التي دفع محبو المنتخب السعودي المخلصون ثمنها غاليا جدا. بقي لوبيز أو رحل أضحى الفأس في الرأس، فلن يجد بديله - إن رحل - فرصة لتلمس إمكانيات العناصر التي يختارها، إذ كيف يمكن له رسم خطط ناجعة في معترك آسيا الصعب. يقف اتحاد القدم اليوم ولوبيز على ذات الخط الذي يجابهون به الجماهير الرياضية وقد أضحوا في مرمى الأحداث ووسط موج متلاطم من الحسابات التي وضعتهم في نفق مظلم لن يكون من اليسير الخروج منه في وقت قريب. أصبحنا من جديد خارج قائمة المائة في التصنيف الدولي وعدنا 9 خطوات إلى الوراء، وكأن أيام رايكارد تلقي بظلالها علينا وتعيد ذكرى الانتكاسات التي نالت من هيبة الصقور الخضر وغيبتها عن منصات التتويج سنوات طويلة، في وقت لا يفصلنا عن الرحلة الأهم إلى أستراليا سوى أسابيع قليلة، فهل من عودة؟.