من الواضح أن معايير التوبة بالنسبة للإرهابيين ليست واضحة. 47 من أصل 77 حكم عليهم من قبل في قضايا إرهاب سابقة، والمنفذ لعملية الدالوة مروان المظفر عائد من العراق، وسبق أن ظهر بدموع التائب مع الأستاذ داود الشريان في «الثامنة» في ديسمبر من عام 2012، وتحدث عن سجنه في العراق والحالة التي كان عليها هناك، ثم عاد هذا التائب الموهوم إلى العمل الإجرامي ورمى شرر جرمه في الدالوة. هذا نموذج واحد من عشرات العائدين من الذين إما تمت محاكمتهم، أو قضوا محكوميتهم، أو تمت مناصحتهم، هؤلاء الإرهابيون بالفعل ورطة كبرى للمجتمع والدولة معا، إذ كيف نحدد معايير التائب؟! الكارثة أن هذه الحالة تحرج الذين قضوا محكومياتهم في السجون، إذ في إخراجهم خطر محض، فالذي لم يتغير فكريا لا يمكن إخراجه، ثم إنك لا تستطيع تحديد التغير الفكري حقيقة، لأنهم استباحوا حتى الكذب والتمويه ولبس العبايات ويحلقون اللحى ويبيعون المخدرات من أجل الإرهاب والعنف، ولا يقيمون لمؤمن إلا ولا ذمة، ذلك أنهم يكفرون كل الكرة الأرضية ويستثنون أتباعهم وأمراءهم. نحن أمام معضلة كبيرة. ثلثا الخلية من المحكوم عليهم، مما يعني أن البيئات الحاضنة للإرهاب متغلغلة في المجتمع. أحد الذين تمت مناصحتهم وأفرج عنه بمدينة بريدة وأغرقته الداخلية بكرمها، حيث أعطته تعويضا، ودعمت زواجه، وساهمت في اقتناء سيارته، واستطاع أن يفتح دكانه الخاص، سرعان ما عاد بعد أقل من سنتين على الإفراج عنه. أسئلة كثيرة تطرحها خلية الدالوة، ولا بد من درسها ومواجهتها بشجاعة، إنه السؤال الأكبر: ماذا نفعل بالإرهابيين مادام جلهم يعود إلى الإرهاب من بعد الإفراج عنه؟! فعلا سؤال يعبر عن ورطة.