يأتي نموذج الرعاية الصحية السعودي الجديد امتدادًا لمسيرة التأسيس الراسخة، حيث قامت الدولة منذ نشأتها على مبادئ التكافل الاجتماعي والعناية بصحة الإنسان، إدراكًا لأهمية بناء مجتمع قوي ومتماسك. واليوم، تستمر هذه المسيرة من خلال نموذج صحي شامل يعزز صحة الفرد والمجتمع بأسلوب حديث يواكب التطلعات، وذلك بالتزامن مع جهود تطوير القطاع الصحي وتحقيق أعلى مستويات الجودة في الرعاية. يجسد نموذج الرعاية الصحية السعودي القيم التي قامت عليها الدولة، حيث يرتكز على تحقيق التوازن بين احتياجات الفرد والمجتمع، وضمان استقرار ورفاهية المواطنين. ومن هذا المنطلق، يركز النظام الجديد على ثلاثة محاور رئيسية لصحة المجتمع، وهي الصحة النفسية لدعم الأفراد وتمكينهم من مواجهة التحديات وتحقيق إمكاناتهم، والصحة الاجتماعية لتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع وتحقيق بيئة داعمة، إضافةً إلى الصحة البدنية التي تسهم في تحسين جودة الحياة من خلال الوقاية والرعاية المستمرة. عبر مراحل تطور المملكة، كان الاهتمام بالصحة محورًا أساسيًا في خطط التنمية، حيث تطورت منظومة الرعاية الصحية لتشمل أنظمة متخصصة تلبي احتياجات مختلف الفئات، مما يعزز جودة الحياة ويحقق التكافل الاجتماعي. وضمن هذا الإطار، يوفر النموذج الصحي الجديد رعاية متكاملة للأمراض المزمنة عبر الفحص المبكر وخدمات الرعاية الممتدة، إضافةً إلى تقديم رعاية جراحية متطورة وفق أعلى المعايير العالمية. كما يولي النموذج اهتمامًا كبيرًا برعاية الأم والطفل، حيث يشمل الدعم المستمر من مرحلة ما قبل الحمل وحتى الطفولة المبكرة، مما يعزز صحة الأجيال القادمة. ويُركز النظام أيضًا على الرعاية التلطيفية، التي توفر الدعم والمساندة للمرضى في مراحلهم الأخيرة، مع مراعاة احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، إضافةً إلى الرعاية الوقائية التي تهدف إلى تعزيز صحة الأفراد والمجتمع من خلال برامج التوعية والوقاية. كما يعتمد النموذج على استجابة سريعة وفعالة في حالات الطوارئ، لضمان توفير الخدمات الطبية في الوقت والمكان المناسبين عبر منظومة الرعاية العاجلة. تؤدي رؤية المملكة 2030 دورًا محوريًا في تطوير القطاع الصحي، حيث تهدف إلى تعزيز جودة الخدمات الصحية، وتحقيق التحول إلى نموذج رعاية أكثر كفاءة واستدامة، يركز على الوقاية، ويواكب أحدث الابتكارات الطبية. ويسهم تجمع الرياض الصحي الأول في تنفيذ هذه الأهداف من خلال تحسين تجربة المرضى، ورفع كفاءة الخدمات، وضمان استدامة القطاع الصحي، بما يعزز جودة الحياة ويحقق مستقبلًا صحيًا أكثر ازدهارًا. في يوم التأسيس، نستذكر مسيرة الوطن التي وضعت الإنسان في قلب التنمية، ونواصل اليوم هذه المسيرة من خلال نموذج الرعاية الصحية السعودي، الذي يجمع بين إرث الماضي وطموح المستقبل، لضمان حياة أكثر صحة ورفاهية لأبناء هذا الوطن.