من بين أربعة أشخاص أعلنت وزارة الداخلية أمس أنهم نفذوا جريمة الدالوة، لا يبدو اسم مروان الظفر غريباً. إنه الشاب السعودي الذي عاد إلى المملكة في أكتوبر 2012 بعد سبع سنوات ونصف السنة قضاها داخل السجون العراقية. بعد عودته بأسابيع، ظهر الظفر في برنامج «الثامنة» مع داود الشريان على قناة (mbc) ليروي قصة اعتقاله. وخلال الحلقة التي ناقشت ملف المعتقلين السعوديين في العراق، قال الظفر إنه دخل السجون العراقية وهو في ال 19 من عمره، وإنه تعرض هناك للتعذيب بالضرب وبالكهرباء وللسبِّ ولمحاولة إرغامه على شتم الصحابة. وذكر أيضاً أنه لم يكن يحمل الهوية الوطنية، وأنه حُكم عليه بالسجن المؤبد وصدر بحقه من محكمةٍ عراقية، لكن الحُكم خُفِّفَ فيما بعد إلى الحبس عشر سنوات قضى منها سبع سنوات ونصف السنة قبل أن يتقرر الإفراج عنه ل «حسن السيرة والسلوك» ليصل إلى مطار الملك خالد بالرياض في 18 أكتوبر 2012. عندما عاد الظفر، الذي يعيش والده في الأحساء، توقع القريبون منه أن تكون عودته بدايةً لصفحة جديدة يتجنب فيها أي صلة بالمتطرفين لأنه عانى الأمرّين داخل سجون العراق، ولأن سلطات المملكة لم تهمله وإنما اهتمت بموضوعه وباشرت إجراءات إعادته بعد انتهاء محكوميته بحسب حديث ذويه لوسائل الإعلام حينها. لكن ورود اسمه أمس في قائمة منفذي جريمة الدالوة المرتبطين بتنظيم «داعش» الإرهابي، يعني أنه لم يعِ الدرس، وأن السنوات السبع التي قضاها سجيناً خارج بلاده (بدايةً من عام 2004 أو 2005) لم تكن كفيلة بإبعاده عن الفكر المتطرف. هذه المرة وجَّه الظفر ضربته إلى مجتمعه وإلى أهل الأحساء، الذين تنتمي أسرته إليهم، فكانت النتيجة الطبيعية هي توقيفه مجدداً. بيان «الداخلية» لم يشر إلى الفترة التي قضاها الظفر في سجون العراق، لكنه ذكر أنه هو والمنفذين الثلاثة الآخرين «سبق إيقافهم على خلفية قضايا الفئة الضالة وأُطلِقَ سراحه بعد انتهاء محكومياتهم».