على مدى ثلاثة أيام أطلق متحف طارق عبدالحكيم في جدة التاريخية احتفالاته ب«يوم التأسيس»، تحت إشراف هيئة المتاحف، احتفاءً بذكرى تأسيس الدولة السعودية منذ 1727م. وشهد الاحتفال حضوراً لافتاً من الزوار الذين استمتعوا بتجربة فنية وثقافية غنية، حيث أقيمت مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تبرز التراث السعودي وتعزز الهوية الوطنية. متضمناً برنامجاً متجدداً يومياً من الأنشطة التي تجذب جميع الفئات العمرية. فمنذ اليوم الأول، بدأت الفعاليات بعروض فنية وأدائية تفاعلية من خلال مسيرة وورشة الفنون الأدائية، التي أضافت لمسة من الحرف والفنون الحية، بالإضافة إلى ممر الأزياء التراثية الذي أتاح للزوار التعرف على الملابس التقليدية التي تمثل تاريخ وحضارة المملكة. كما شمل ركن التصوير، الذي يتيح للزوار توثيق لحظاتهم التاريخية داخل أروقة المتحف، وأركان الأطعمة والحرفيين التي تسلط الضوء على المأكولات التقليدية والحرف اليدوية المحلية. كما تميزت الفعاليات بتقديم الألعاب التفاعلية التي أضافت لمسة من المرح والتفاعل، فضلاً عن جلسات موسيقية شملت عروضاً حية من فرق موسيقية تقدّم ألحاناً تعكس الثقافة السعودية. ومن أبرز الفعاليات في الاحتفال هو الكورال المدرسي الذي قدم أداءً مميزاً للأغاني الوطنية، في مشهد يعكس تفاعل الأجيال الجديدة مع التراث الثقافي للمملكة. واختتم الاحتفال في اليوم الثالث بالحفل التراثي الوطني، الذي تضمن مجموعة من الأغاني الوطنية والتراثية التي تبرز هوية الوطن، إلى جانب أغانٍ حديثة تُضاف لها لمسة عصرية، ليكون ختاماً احتفالياً يليق بهذه المناسبة الوطنية. وشارك في هذا الحدث المميز مجموعة من الفنانين والمبدعين من مختلف المجالات، مما جعل من الاحتفال نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، حيث يجري الاحتفاء بالتاريخ العريق للمملكة وبالرؤية المستقبلية التي تنطلق من التراث الثقافي. وجسدت فعاليات «يوم التأسيس» في متحف طارق عبدالحكيم رسالة هيئة المتاحف في تعزيز الهوية الوطنية ورفع الوعي بأهمية التراث الثقافي السعودي، وتأكيد دور المتاحف في نقل القصص التاريخية وتعزيز الفهم الجماعي. ومن الجدير بالذكر أن متحف طارق عبدالحكيم، الذي يقع في قلب جدة التاريخية، يُعدّ واحداً من أبرز المعالم الثقافية في المملكة حيث يضم المتحف مجموعة واسعة من المقتنيات الشخصية للموسيقار طارق عبدالحكيم -رحمه الله- بالإضافة إلى مقطوعات موسيقية ومواد مرئية وصوتية، كما يشتمل على مركز للأبحاث الموسيقية يهدف إلى الحفاظ على التراث الموسيقي والفنون الأدائية.