بعد إنجاح الوفاق الخليجي والخليجي العربي الذي قاده كبير العرب وحكيمها خادم الحرمين الشريفين لرأب الصدع ووحدة الأمة وتجاوز الخلافات ونبذها؛ دعما لمسيرة العمل المشترك خليجيا وعربيا وعالميا، تتحرك الدبلوماسية السعودية نحو العالم في ظل الظروف الصعبة والأخطار المحدقة التي تتربص بالشعوب والأوطان. ولا شك أن تحركات الدبلوماسية السعودية تهدف في المقام الأول إلى تقريب وتوحيد السياسات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والعالم، في ظل الظروف الإقليمية الراهنة وتطورات الوضع الراهن في سوريا والعراق وليبيا واليمن، إضافة إلى حرص الرياض على إيجاد حلول شاملة لقضايا المنطقة. ولعل زيارة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية لروسيا تأتي من منطلق السياسة الخارجية للمملكة التي ترتكز على ثوابت ومبدأ تعزيز الاستقرار والسلم الدولي ووقف العنف ومكافحة الإرهاب، وهذه الزيارة لها دلالاتها وأبعادها السياسية، ليس في المنطقة وحسب، بل على كافة الأصعدة الدولية، كون العالم يواجه أخطارا وتهديدات من الجماعات الإرهابية التي وسعت انتشارها، إضافة إلى مناقشة القضايا الاقتصادية ودعم المملكة لحرية أسواق النفط وحرصها على استقرارها، والتي أكدت عليه من خلال قمة دول العشرين. هذا الحراك الدبلوماسي السعودي في موسكو الذي يهدف إلى تعزيز الأمن والسلم ولجم الإرهاب وإيجاد حل للأزمة السورية والملف النووي الإيراني الذي يشوبه الكثير من الغموض، سيكتسب الكثير من الأهمية في هذا التوقيت بالذات، كما يؤثر على الدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية السعودية في صناعة القرار الدولي، وفق رؤيتها الشاملة للظروف المتغيرة والأزمات التي تعصف بالعالم وبخاصة الأزمة السورية، إذ أن تحرك المملكة دائما يصب لجهة تأمين الحماية للشعب السوري ونيل حقوقه في العيش بكرامة وعدل.