تنتقل الدبلوماسية السعودية من عاصمة عالمية إلى أخرى بهدف إرساء الأمن والسلم العالميين وإيجاد حلول عادلة لقضايا الشرق الأوسط ونزع فتيل الأزمات المشتعلة في المنطقة ولجم الإرهاب الظلامي وتعزيز ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والتشدد ورفض تمدد الفكر الطائفي المقيت. وعندما يعقد اليوم الاجتماع الثلاثي بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ونظيره الأمريكي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس في العاصمة الفرنسية باريس، فإن المملكة ستكون حريصة خلال هذا اللقاء على إيجاد حلول لقضايا المنطقة وسبل لمكافحة الإرهاب الظلامي واجتثاث للقوى الظلامية من جذورها وإيجاد حل للأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع، والاستماع لنتائج المفاوضات بين الدول الست الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي المشبوه خاصة أن المملكة كانت السباقة والرائدة في الحرب ضد الإرهاب إيمانا منها بضرورة اقتلاع القوى الظلامية المتشددة من جذورها من أجل استقرار شعوب المنطقة وترسيخ الأمن في العالم، ونادت دائما بضرورة إيجاد شرق أوسط خال من السلاح النووي. وحيث ما تتحرك الدبلوماسية السعودية سواء كان شرقا أو غربا، فإنها تتحرك وفق قواعد الشرعية الدولية وعلى أساس تعزيز الاستقرار والسلم الدوليين وحل الأزمات بشكل سلمي في العالم والمنطقة. السياسة الخارجية للمملكة ترتكز على ثوابت لم تتغير مع تغير الظروف والمعطيات السياسية على الأرض وهي تقوم على مبدأ تعزيز الاستقرار والسلم الدوليين ووقف العنف ومكافحة الإرهاب وعدم التدخل في الشوؤن الداخلية لأي دولة. وتعكس هذه التحركات حرص الرياض على إيجاد حلول شاملة لقضايا المنطقة خاصة القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وإنهاء معاناة الشعب السوري الذي يواجه آلة الحرب الأسدية المدعومة من ميليشيات حزب الله، والسعي الحثيث لكي يعيش الشعب اليمني في أمن وأمان واستقرار، وإيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة.