في مشهد مهيب اختلطت فيه مشاعر الحزن بالفخر، ودع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير حائل وأهالي المنطقة ظهر أمس الشهيد تركي الرشيد، بعد أن شهد مسجد الراجحي توافد المئات من مختلف مدن المنطقة في صورة جسدت لحمة وطنية صادقة في لحظة الوداع الأخير لشهيد الواجب، حيث أصر الأمير سعود بن عبدالمحسن على حمل جثمان الشهيد متقدماً الجموع الغفيرة التي اكتظ بها مسجد الراجحي. ونقل سموه تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد وسمو وزير الداخلية، لذوي شهيد الواجب الذي استشهد أمس الأول أثناء تصديه مع زملائه لمطلوبين أمنياً، حيث تعرضوا لإطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة، فتم تعامل رجال الأمن مع الموقف بمقتضى الأنظمة والرد على مصدر النيران بالمثل، وقال سموه خلال تعزيته لذوي الشهيد «إن الفقيد بطل دافع عن بلاده وأرضه الطاهرة، وهذا ليس بغريب عليه ولا على أهله ولا على أبناء هذا الوطن الذين يحاربون أصحاب الفكر الضال، وهو محل اعتزاز القيادة والشعب السعودي بأكمله»، معبراً عن فخر الجميع بكل من يستشهد وهو يؤدي واجبا دينيا ووطنيا وبطوليا للدفاع عن الوطن. وثمن سموه يقظة وصلابة رجال الأمن البواسل وما يقدمونه من جهود وتضحيات في سبيل تحقيق الأمن والسلامة لهذه البلاد التي من الله عليها بخدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين. وكان سموه قد تقدم المصلين أمس في الصلاة على شهيد الواجب تركي رشيد الرشيد في مسجد الراجحي، وودعت حائل أمس الشهيد ونعت طفلته نورة. وقال والده رشيد الرشيد «كان ابني الشهيد باراً بي وبأمه ومحبوباً، والحمد لله على قضائه فقد استشهد مدافعاً عن دينه ووطنه، وهذا فخر لنا جميعاً، وأنا وأبنائي فداء للدين والمليك والوطن، ولو قدمنا أرواحنا وجميع ما نملك فلن نرد ما يقدم لنا ولأبنائنا من الوطن الغالي وحكامه الأوفياء إلا جزء بسيط من أفضالهم علينا والحمد لله على حكمه وقضائه». وأشار إلى أن ابنه كان شجاعاً ومقداماً قدم روحه الطاهرة في سبيل الله ثم الدفاع عن الوطن.