ينتقد أهالي أحد المسارحة، ما اعتبروه التخطيط العشوائي لمحافظتهم، متهمين غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية سواء للأحياء أو الطرق. وأكدوا أن هناك حالة من غياب التصور المستقبلي لما يمكن أن تكون عليه المحافظة خلال السنوات المستقبلية، مما حرمهم من أي تطور في الوقت الحالي، أو توقع أي تنمية في الفترة المقبلة، بل ظلت المعاناة حاضرة سواء على صعيد الخدمات البلدية أو الطرق فسقطت في فخ ضيق الشوارع لأكثر من 20 عاما لتستمر طوال هذه الفترة في صراع دائم مع الزحام، والعشوائية وغياب التنظيم وانتشار الطرق الترابية. «عكاظ» رصدت وضع الخدمات وآراء عدد من المواطنين حول أبرز ما ينقص المحافظة من خدمات. ويجزم حسن سويدي أن هناك سوء تخطيط في شوارع المحافظة حيث أزيلت الطبقة الأسفلتية لإيجاد قنوات لتصريف مياه السيول، ولا تزال على حالها منذ عدة سنوات مما أحدث ارتباكا في الحركة المرورية، وقال: أشاهد يوميا تكسير الطرق لعمل التمديدات الأرضية حتى أصبحت شوارع المحافظة مسرحا لحفريات مشوهة. واستغرب محمد فقيهي بقاء شوارع وأرصفة المحافظة دون أية صيانة لها طيلة 8 سنوات ماضية، مناشدا البلدية والمحافظة بالاهتمام بالشوارع والأرصفة، خاصة أن غالبية سكان المحافظة أصبحوا غير قادرين على الخروج من منازلهم في الفترة المسائية، لإنجاز أي أغراض خشية التعثر بسبب وعورة الشوارع والأرصفة. وكشفت جولة «عكاظ» الكثير من الخلل في الشوارع، منها الأزقة وشوارع المحافظة المظلمة التي تحول جزء منها إلى أوكار للمجهولين خصوصا بين الأشجار والحقول الزراعية القريبة من المحافظة، فيما يوجد مخالفون لنظام الإقامة والعمل بسبب عدم وجود دوريات أمنية لملاحقتهم، كما تلفت نظر الزائر أكوام النفايات التي تغطي الشوارع وتنتظر من يزيحها ويريح الأهالي من روائحها الكريهة وانتشار الحشرات والذباب والكلاب الضالة، فالنظافة كما يقول محمد حسين تكاد تكون معدومة في المحافظة فلا نشاهد سيارات الحاويات الخاصة بالبلدية إلا مرة واحدة كل شهر. ويطالب السكان بنقل الورش الصناعية من داخل المحافظة إلى المدينة الصناعية الجديدة والمتعثرة من قرابة عشرة أعوام. وتقف الطرق الترابية وانعدام المسارات الازدواجية في المحافظة مشهدا يدل على غياب التنمية ووجود التخطيط العمراني في المحافظة، حيث يعتمد اهالي المحافظة وزائروها على الطرق الترابية في تنقلاتهم فيما تسبب غياب الطرق المزدوجة في وضع المحافظة في دائرة كبيرة من الاختناقات المرورية مما جعل بلدية المحافظة تلجأ إلى الصبات الخرسانية لتوفير الطرق المزدوجة. وأوضح رئيس المجلس البلدي في أحد المسارحة محمد كليبي أن أسباب تهالك الشوارع تعود إلى الحفريات التي نفذتها البلدية لإقامة بنية تحتية من شبكات المياه والكهرباء والاتصالات، وأن هناك دراسات للقضاء على العشوائية التي تنتشر في المحافظة، ووعد أهالي المحافظة أنه بعد ستة اشهر سوف تبدأ عملية اصلاح وصيانة شوارع المحافظة.