لم يحرك العالم الغربي حوالى أربعة أعوام من المذابح المروعة التي جرت في سوريا على يد الجزار بشار المدعوم من قوى عالمية وإقليمية ومن أحزاب شيطانية على الرغم من استخدام ذلك الوغد لكل ما تحت يديه من أسلحة فتاكة بما في ذلك الأسلحة الكيماوية والقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة وسلاح التجويع حتى الموت، وغيرها من وسائل الخسة والقتل التي برع فيها جزار الشام وأعوانه ومن يدعمه من دول وأحزاب نتنة، ولكنه تحرك وأرغى وأزبد لأن فصيلا مسلحا تربى وترعرع تحت سمع وبصر طاغية الشام بتشجيع وتسهيلات من قوى عالمية وإقليمية اجتمعت على مجموعة من الأهداف القذرة، لأن ذلك الفصيل المسمى «داعش» اقترب من مصالح العالم الغربي في العراق وتهور فأهان واشنطن عندما مارس ضدها هوايته في قطع الرؤوس ونحرها بالسكاكين فنفذ وحشيته في مواطن أمريكي جاء إلى المنطقة لتغطية جرائم بشار الجزار فقبض عليه وسلم «لداعش» لتذبحه أمام الكاميرات، مما جعل الدم يغلي في عروق قادة أمريكا، مع أنهم يعلمون علم اليقين أن وحشية النظام السوري وما نتج عن سياساته وجرائمه هي التي كانت وراء ظهور فصائل متطرفة أخذت تمارس قطع الرؤوس والإعدامات الفورية في الشوارع والحارات وتصوير كل تلك الإعدامات وإظهار الفخر بها والتكبير عند تنفيذها، ليضاف أولئك الضحايا إلى نحو مائتي ألف سوري لقوا حتفهم على يد زبانية بشار وداعميه ومثلهم من المفقودين وعشرة ملايين من اللاجئين والمشردين!. لقد تم التحذير من ترك النظام السوري يمارس جرائمه ضد شعبه بلا حسيب ولا رقيب وأن رائحة الدم سوف تجلب مقاتلين من جميع أنحاء العالم يمكن لقوى الشر تسخيرهم لتنفيذ أجندة خفية واستغلال حماسهم وحرقتهم على ما جرى ضد الشعب السوري من جرائم مروعة وأن على العالم المحب للسلام القيام بواجبه لوضع حد لجرائم النظام السوري وكف أيدي مقاتلي الأحزاب الفاجرة الداعمة له عن استباحة الدم السوري ووقف الدول الإقليمية المناصرة له عند حدها لما يمثله عملها من عدوان وجرائم ضد البشرية، ولكن كل ما صدر من تحذيرات لم يجد من يهتم به فكان أن تجمع مقاتلون قادمون من عشرات الدول لتلاقيهم وتتلقفهم جماعات وفصائل متشددة وأجهزة مخابرات ماكرة وتوجههم نحو أهداف أشد خبثا ومكرا وإساءة للإسلام والمسلمين، وليجد الداعشي الأكبر بشار وأزلامه ما يساندون به مزاعمهم التي طالما رددوها وسوقوها عبر إعلامهم من أنهم يحاربون التطرف والإرهاب نيابة عن العالم وأن ما هو حاصل في سوريا لا علاقة له بالثورة أو الثوار، فأصبح النظام السوري أول المستفيدين من وجود داعش وما انبثق عنها من فصائل أو انتهج نهجها من عصابات قتل وترويع، ولذلك لا سبيل للقضاء على صغار داعش إلا بالقضاء على الداعشي الأكبر الكامن في قلب جبل قاسيون المطل على دمشق تحت حراسة الأوغاد المستفيدين من وجوده على رأس النظام الفاشي في سوريا وإلا فلا !.