من ضمن الدعايات الانتخابية الفجة التي أطلقها رئيس النظام الفاشي بشار الأسد وتناقلتها وسائل الإعلام، ظهر ملصق انتخابي لجزار الشام يحمل صورته وعليه عبارة مكتوبة بالخط العريض «لا يستطيع العالم أن يغير الأسد.. الأسد من سيغير العالم!». وقد سخر بعض الإعلاميين والسياسيين من عبارة الأسد وعجز العالم كله عن تغييره وأنه هو الذي سيقوم منفردا بتغيير العالم، ولكنني أرى أن تلك السخرية في غير محلها، لأن القوى العالمية هي التي سمحت لذلك الوغد أن يرغي ويزبد ويقتل ويدمر ويفعل في أبناء الشام ما يشاء متعديا ومتجاوزا بذلك جميع من سبقوه من برابرة ومتوحشين فلماذا لا يعتز ويعلن عن عجز العالم عن تغييره ما دام أن ذلك هو واقع الحال على الأرض بعد نحو أربع سنوات من أنهار الدماء وتلال الدمار والملايين من قصص التشرد وهتك الأعراض والموت جوعا وعطشاً ومرضا وهلعا، وما الذي جعل وغدا مثله يتبجح بأنه يستطيع تغيير العالم سوى أن جميع مزاعم وادعاءات القوى المحبة للسلام التي تعلن ليل نهار أنها لن تسمح بحصول جرائم ضد البشرية وأن العقوبة ستطال من يرتكب ضد الإنسانية حتى لو أدى ذلك إلى التدخل ضد المجرمين بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، قد تبخرت ووقفت في حلوق سياسيي العالم الذين أصبح بعضهم يحوقل بلغته وحسب دينه، حتى يقال عنه إنه مشفق على ما يجري ضد الشعب السوري، أفلا يحق للوغد السوري أن يفاخر الأمم بأنه استطاع تغيير العالم وجعله ينسى مبادئه الإنسانية النبيلة المتمثلة في نصرة الشعوب المستضعفة، حتى تحولت أصوات الدول الكبرى إلى «مواء» غير مسموع بعد أن كانت زئيرا في مواقف مماثلة بل أقل بشاعة وجريمة مما حصل للشعب السوري، فهل يلام ذلك الوغد المأفون على تبجحه وإعلانه عن قدرته على تغيير العالم الذي عجز فعلا لا قولا عن تغييره حتى هذه اللحظة بغض النظر عما يقدم من تفسيرات ومبررات لذلك العجز الفاضح ذي الوجه الكالح الذي لا يحمر ولا يصفر وكأنه قد قد من صخر! إن على العالم الذي تخاذل عن نصرة الشعب السوري المظلوم وسمح للجزار الوغد بشار في أخذ راحته في استخدام كل ما تحت يديه من أسلحة تقليدية ومحرمة دوليا مدعوما في تنفيذ جرائمه بمجموعة من الأوغاد على مستوى الدول والعصابات المجرمة، إن على هذا العالم أن يتقبل المزيد من الإذلال والهوان على يد بشار ما دام أنه تردد أو عجز عن ضربه بالقبقاب، وما فائدة القول بوجود قوى عالمية كبرى تملك أسلحة فتاكة لا ترضيها جرائم بشار وإذا كان قد أصابها الخور: وعادة السيف أن يزهى بمعدنه وليس يعمل إلا في يدي بطل أما الخائرون فلا قيمة لسيوفهم لأنهم كما قال الشاعر: خلق الله للحروب رجالا ورجالا لقصعة وثريد!