يزداد وضع ما يُسمى ب(دولة العراق والشام الإسلامية) غموضاً وارتباكاً بعد التسهيلات التي وفرتها كلٌ من حكومتي نوري المالكي وبشار الأسد على حد سواء، لمساندة مقاتلي مليشيات هذا التنظيم الإرهابي الذي يتعرَّض لضغط قتالي في المناطق الشرقية من سوريا، وبالذات في محافظة دير الزور ومدينة بوكمال اللتين طردتا المليشيات منها، حيث هربت عناصر (داعش) إلى محافظة الحسكة، إذ تُؤكد الأنباء أن رتلاً عسكرياً مكوناً من مائتي ناقلة عسكرية تحمل مقاتلين دخلت من الحدود مع العراق إلى الأراضي السورية، كما وصلت قطعان من الأراضي السورية لمساندة مليشيات داعش، المعلومات الصحفية تؤكد أيضاً بأن هناك تواطؤاً من كلا الحكومتين العراقية والسورية يتمثّل بغض النظر عن تحركات مقاتلي دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) بين البلدين، كما أن هناك أنباء مؤكدة على حصول مليشيات (داعش) على مساعدات عسكرية ومالية من النظام الإيراني، وهو ما يُعزز الشكوك حول دور هذا التنظيم الإرهابي الذي يركز جهوده على قتال ألوية الجيش السوري الحر ويتجنب مواجهة جيش بشار الأسد، والذي فعلاً أشغل الجيش السوري الحر عن واجبه في الدفاع عن الأراضي السورية المحررة وأضعفه في المعارك التي يخوضها ضد قوات النظام، كما أدت تصرفات وأفعال عناصر مليشيات دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) إلى نفور السوريين من الثورة ومن الثوار، حيث تمُارس (داعش) ضغوطاً وفرض أنظمة متشددة وصارمة ضد المواطنين، ويجبرونهم على القيام بممارسات متعنتة لم يعتد السوريون على القيام بها، كما نفذوا الكثير من عمليات القتل والإعدام الفوري بحق من يختلف معهم، بل وحتى ضد الذين يتقاربون معهم في النهج، إلا أنهم يختلفون معهم في التنظيم، كجبهة النصرة الذين فقدوا العشرات من القتلى بعد إعدامهم من قِبل داعش. المراقبون يتساءلون في حيرة عن علاقة داعش بأنظمة دمشق وبغداد وطهران التي تزعم محاربتها لهذا التنظيم، فيما تؤكد الوقائع والوثائق الصلة القوية بين قادة ومليشيات هذا التنظيم الإرهابي والأنظمة الثلاثة سواء عند بدايات تشكيل مليشيات داعش وتسهيل هروب مقاتليها من سجون العراقوسوريا، وما يُقدم من دعم مالي وأسلحة من قِبل نظام إيران لهؤلاء الإرهابيين.