حبس المرض الشيخ إبراهيم بن سلمان بوجليع وكيل المعهد العلمي وإمام مسجد الخلف بالأحساء، في منزله لسنوات طويلة، بعد أن فقد بصره وإصابته بالجلطة، حتى فارق الحياة أول أمس (الاثنين)، ودفن جثمانه في مقبرة الكوت، بعد أن قضى جل حياته في الثقافة والتزود بالعلم. وبرحيله افتقدت قاعات بيت الشباب والأندية الرياضية والمراكز الصيفية شخصا كان يصدح على منابرها بالمحاضرات الثقافية والتوعوية، كما افتقده المعهد العلمي معلما ووكيلا ومرجعا لزملائه المعلمين في اللغة العربية وفي العقيدة التي أولاها جل اهتمامه وعنايته وحبه حتى ألف كتابا فيها تبنته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ويدرس حاليا في الخارج علاوة على إعداده وإشرافه على عدد من البحوث العلمية والتربوية. وبعد حياة ثقافية وعلمية خصبة، أصيب (رحمه الله) بالضغط والسكري وجلطة الدماغ التي أدت لثقل نطقه ويده ورجله اليمنى وفقد بصره، وبدا وهو في الخمسينات من عمره وكأنه رجل هرم يقوده أبناؤه إلى المسجد الذي يؤم المصلين فيه بجوار منزله الذي كان عامرا بطلبة العلم الذين يتوافدون عليه للنهل من علمه الوفير ومعينه الغزير، الذي بدأ في تحصيله منذ أن كان يافعا حيث كان شغوفا بالقراءة وطلب العلم منكبا على أمهات الكتب محبا للثقافة الإسلامية عقيدة وفقها ولغة وأدبا. وحصل الفقيد على العديد من الجوائز والدروع وشهادات الشكر والتقدير نظير مشاركاته الفاعلة في المناشط المنبرية، فعندما كان بو جليع في أوج نشاطه وحيويته لا يتردد عن تلبية أي دعوة توجه إليه للمشاركة في أي مناسبة ثقافية أو اجتماعية بل يتلقاها بكل أريحية وسرور ويعمل جاهدا على تجسيد واجبه الديني والوطني من خلالها بما في ذلك مشاركاته في مؤتمرات وندوات مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية بحكم إصابة ابنه وابنته بالأنيميا المنجلية، كما تذكرت دوره الفاعل في المعهد العلمي بالأحساء الذي ودعه بعد 31 عاما من الخدمة في سلك التعليم واحتضانه الدافئ لتلاميذه وحرصه الشديد على تفوقهم العلمي ومعاملته لهم كمعاملة أبنائه.