يعتبر مسجد بني أنيف، أو كما يطلق عليه الان مسجد مصبح، من المساجد التاريخية والاثار التي صلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء قدومه مهاجرا للمدينة المنورة من مكةالمكرمة، ويقع هذا المسجد في منطقة قباء التاريخية التي مكث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما قبل أن ينزل للمدينة المنورة ويؤسس المسجد النبوي الشريف. وقال المؤرخ المعروف الدكتور تنيضب الفايدي، إن أنيف حي من بلي حلفاء الأوس، يقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عندما كان يعود طلحة بن البراء قريبا من أطمهم، فبنوا في مكانه مسجدا يسمى مسجد بني أنيف. وهذا المسجد مقام فوق تل مرتفع بقباء وقد سمي مصبح، ولعل سبب هذه التسمية أتت لاحقا، لأن زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلحة بن البراء قد تمت صباحا ولا زالت أسس هذا المسجد موجودة حتى الآن، ولكن قبل أكثر من 40 عاما كانت حوله مساحات واسعة تمت إضافتها إلى البساتين المجاورة شيئا فشيئا حتى ضيق عليه، ولا يوجد حاليا سوى طريق ضيق للسيارات يمر به. ومن المناطق المحيطة بها العالية، حيث تتصل العالية بقباء فيشكلان واحدة من أشجار النخيل والريحان والورد والنعناع، والعالية وقباء تعتبران منطقة واحدة وتضم مجموعة كبيرة من المواقع التي لها ارتباط بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء كانت مساجد أو آبارا أو أودية، فمن المساجد مسجد قباء ومسجد الفضيخ (الشمس) ومسجد غزوة بني قريظة، ومسجد مشربة أم إبراهيم، كما تضم جزءا مما أطلق عليه لاحقا آبار النبي صلى الله عليه وسلم، مثل بئر العهن، بئر غرس، بئر أريس «الخاتم».